عاجل

فوز يميني متطرف بمقعد برلماني يشعل المشهد السياسي

انتكاسة لـ«العمال» في بريطانيا.. وصعود لافت لحزب «إصلاح المملكة المتحدة»

فوز يميني متطرف بمقعد
فوز يميني متطرف بمقعد برلماني

شهدت بريطانيا تحولاً لافتاً في ملامح خريطتها السياسية، بعدما نجح حزب «إصلاح المملكة المتحدة» اليميني، بزعامة نايجل فاراج، في انتزاع مقعد برلماني من حزب «العمال» في الانتخابات الفرعية بدائرة رنكورن وهيلسبي شمال غرب إنجلترا، بفارق ضئيل بلغ ستة أصوات فقط، في أول خسارة لرئيس الوزراء كير ستارمر منذ توليه السلطة في يوليو الماضي.

الفوز، الذي اعتبره فاراج "لحظة مهمة جداً"، عزّز موقع حزبه كقوة صاعدة، خاصة مع تحقيقه مكاسب أخرى في المجالس المحلية ورئاسة البلديات، ضمن انتخابات شملت 23 مجلساً محلياً و1641 مقعداً في عموم إنجلترا.

تراجع الحزبين التقليديين وسط انقسام شعبي واسع

نتائج الانتخابات أكدت اتجاه الناخب البريطاني نحو خيارات بديلة بعيداً عن الحزبين التقليديين، «العمال» و«المحافظين»، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من الأوضاع الاقتصادية، والهجرة غير النظامية، وتراجع الخدمات العامة.

وتمكن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» من انتزاع عشرات المقاعد المحلية، بالإضافة إلى فوزه برئاسة بلدية لينكولنشير الكبرى. كما أظهرت النتائج الأولية تقهقر "العمال" في عدة دوائر، وتضاؤل هامش فوزه في بلديات اعتاد السيطرة عليها، وسط تأرجح واضح في نسب التصويت.

في المقابل، حقق الليبراليون الديمقراطيون وحزب «الخضر» مكاسب متزايدة، ما يعكس بوضوح تصدع هيمنة الحزبين الكبيرين على المشهد السياسي البريطاني الممتد منذ عقود.

استطلاعات تضع «الإصلاح» في الصدارة واستعداد مبكر لانتخابات 2029

استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوغوف» أظهر تصدّر حزب «إصلاح المملكة المتحدة» نوايا التصويت بنسبة 26%، متقدماً على حزب «العمال» بثلاث نقاط، وعلى «المحافظين» بست نقاط، ما يعزز فرص الحزب اليميني المتشدد في المنافسة بجدية في الانتخابات العامة المقبلة.

ويراهن فاراج على تحويل هذا الزخم الشعبي إلى تمثيل أوسع في البرلمان البريطاني، بعدما حصل حزبه على 5 مقاعد في الانتخابات العامة الأخيرة، محققاً سابقة تاريخية لحزب يميني مناهض للهجرة. وفي ضوء تعهده بـ"وقف قوارب المهاجرين"، يواصل الحزب توسيع قاعدته الشعبية، خاصة في المناطق الريفية والمحافظات الشمالية.

تآكل الثقة في المؤسسات التقليدية

يرى مراقبون أن صعود حزب «إصلاح المملكة المتحدة» يعكس حالة من تآكل الثقة في المؤسسة الحزبية التقليدية، حيث فشل الحزبان الكبيران، «العمال» و«المحافظون»، في تقديم حلول ملموسة لأزمات مزمنة مثل التضخم، وأزمة السكن، وتدهور الخدمات الصحية. هذا الانطباع المتنامي دفع قطاعات واسعة من الناخبين، لا سيما في المناطق المهمشة اقتصادياً، إلى دعم أحزاب بديلة تعبّر عن الغضب الشعبي بلهجة حادة، على غرار حزب فاراج.

تم نسخ الرابط