عاجل

تحذيرات أممية من تفشي الأوبئة في اليمن وسط انهيار القطاع الصحي

الكوليرا تتوسع في المناطق الخاضعة للحوثيين وتحصد الأرواح

مرضى يتجمعون في مكان
مرضى يتجمعون في مكان ضيق داخل مستشفى بمدينة الحديدة

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 11.500 حالة إصابة جديدة بالكوليرا وتسع وفيات مرتبطة بالمرض في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، في وقت تشهد فيه البلاد تدهورًا غير مسبوق في النظام الصحي، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

التقرير الأممي أوضح أن الفترة بين يناير ومارس شهدت 11.507 حالة إصابة بالكوليرا والإسهالات المائية الحادة، و9 حالات وفاة، فيما تم الإبلاغ عن 1278 حالة إصابة إضافية خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، دون تسجيل وفيات جديدة.

أمراض يمكن الوقاية منها تنهك اليمنيين

تحتل اليمن المرتبة الرابعة عالميًا في عدد إصابات الكوليرا، وتؤكد منظمة الصحة أن استمرار الصراع، والنزوح الجماعي، والفيضانات، والتغيرات المناخية تسهم في تفشي المرض، خاصة في المناطق الريفية.

وإلى جانب الكوليرا، أفادت تقارير أممية بانتشار أمراض أخرى يمكن الوقاية منها، بينها الحصبة والملاريا والدفتيريا، وسط انهيار البنية التحتية الصحية وحرمان ملايين اليمنيين من حملات التطعيم الأساسية.

منظمات إنسانية تدق ناقوس الخطر بسبب سوء التغذية

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من تصاعد أزمة سوء التغذية، ووصفتها بأنها "أزمة داخل الأزمة"، مؤكدة أن العام الحالي مرشح لتسجيل معدلات أعلى من تفشي الأمراض في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية وتراجع التمويل الدولي.

كما أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن أزمة ندرة المياه، وسوء خدمات الصرف الصحي، وانعدام النظافة الشخصية تهدد الملايين وتساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا وسوء التغذية.

حصيلة ثقيلة لأمراض متفشية في 2024

كانت منظمة الصحة العالمية قد وثقت العام الماضي نحو 28 ألف إصابة بالحصبة و260 وفاة مرتبطة بها، فضلًا عن 210 آلاف إصابة بالملاريا و18 حالة وفاة. كما أبلغت عن أكثر من 1500 حالة إصابة بالدفتيريا منذ عام 2017، وأكثر من 270 إصابة بشلل الأطفال المتحور منذ 2021، في ظل استمرار تعليق برامج التحصين في عدد من المحافظات الخاضعة للحوثيين.

تعليق حملات التحصين يفاقم الأزمة الصحية

أدى استمرار جماعة الحوثي في تعطيل برامج التحصين ضد الأمراض الوبائية إلى فراغ خطير في منظومة الوقاية الصحية، خصوصًا في المناطق التي تعاني من ضعف خدمات الرعاية الأولية. ووفقاً لمصادر طبية محلية، تمّ إيقاف العديد من حملات التطعيم بدعوى "التحفظات الأمنية" أو "المخاوف من التجسس"، ما فتح الباب أمام عودة أمراض منقرضة إلى الواجهة.

تم نسخ الرابط