دعاء لا يرد في النصف من شعبان..اغتنمه باسم الله الأعظم قبل الغروب

يبحث المسلمون عن أفضل صيغ لـ دعاء لا يرد ويستجيب الله عز وجل لهم بها وذلك بالتزامن مع نفحات وبركات ليلة النصف من شعبان واقتراب شهر رمضان المبارك ليضمنوا الفوز العظيم في هذه الأيام المباركات.

دعاء لا يرد النصف من شعبان
وإذا كان المسلم يبحث عن دعاء لا يرد فقد ورد في كتاب "مدارج السالكين" أن اللهُ علّم عبادَه كيفيّة سؤاله، وأمرَهم أن يقدِّموا بين يديه حمده والثّناء عليه وتمجيده، ثمّ ذكر عبوديّتهم وتوحيدهم. فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم: توسُّلٌ إليه بأسمائه وصفاته، وتوسُّلٌ إليه بعبوديّته؛ وهاتان الوسيلتان لا يكاد يُرَدُّ معهما الدُّعاء.
التوسل بأسماء الله
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: سمع النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يدعو، وهو يقول: اللهمّ إنِّي أسألك بأنِّي أشهد أنّك أنت الله الذي لا إله إلّا أنت، الأحد الصّمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ. فقال: "والّذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى"). قال التِّرمذيُّ: حديثٌ صحيحٌ.
فهذا توسُّلٌ إلى الله بتوحيده، وشهادةِ الدّاعي له بالوحدانيّة، وثبوتِ صفاته المدلولِ عليها باسم "الصّمد" وهو كما قال ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: العالم الذي كمل علمُه، القادر الذي كملت قدرتُه. وفي روايةِ عليٍّ) عنه: هو السّيِّد الذي قد كمل فيه جميعُ أنواع السُّؤدد. وقال أبو وائلٍ: هو السّيِّد الذي انتهى سؤدده). وقال سعيد بن جبيرٍ: هو الكامل في جميع صفاته وأعماله. وبنفي التّمثيل والتّشبيه عنه بقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. وهذا ترجمة عقيدة أهل السُّنّة، فالتّوسُّلُ بالإيمان بذلك والشّهادة به هو الاسم الأعظم.
التوسل بصفات الله
وعن أنسٍ - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يدعو: اللهمّ إنِّي أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلّا أنت، المنّان، بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيُّوم. فقال: "لقد سأل الله باسمه الأعظم"). فهذا توسُّلٌ إليه بأسمائه وصفاته.
وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين: التّوسُّلَ بالحمد لله والثناء عليه وتمجيده، والتّوسُّلَ إليه بعبوديّته وتوحيده. ثمّ جاء سؤال أهمِّ المطالب وأنجح الرَّغَبات ــ وهو الهداية ــ بعد الوسيلتين؛ فالدّاعي به حقيقٌ بالإجابة.

ونظير هذا: دعاء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يدعو به إذا قام يصلِّي من اللَّيل. رواه البخاريُّ في "صحيحه" من حديث ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: "اللهمّ لك الحمد، أنت نور السّماوات والأرض ومن فيهنّ. ولك الحمد، أنت قَيِّمُ السّماوات والأرض ومن فيهنّ. ولك الحمد، أنت الحقُّ، ووعدك الحقُّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، والنّبيُّون حقٌّ، والسّاعة حقٌّ، ومحمّدٌ حقٌّ. اللهمّ لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكّلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ. فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ. أنت إلهي لا إله إلّا أنت". فذكر التّوسُّل إليه بحمده والثّناء عليه وبعبوديّته له، ثمّ سأله المغفرة.