«حرب على العمال».. احتجاجات واسعة ضد إدارة ترامب وأنصاره
احتشد آلاف المتظاهرون قرب البيت الأبيض في إطار احتجاجات وطنية ضد إدارة ترامب وسياساتها والمليارديرات الداعمين لها، فيما وصفه المنظمون بـ"حرب على العمال".
حرب العمال
ويحتج المنظمون على ما وصفوه بـ"حرب تُشن على الطبقة العاملة"، متهمين إدارة ترمب والمليارديرات الداعمين له، وفي مقدمتهم ماسك، بمحاولة تفكيك حقوق العمل، وتهميش النقابات، وإسكات أصوات المهاجرين.
وتشمل مطالب المحتجين وقف الخصخصة، وتمويل المدارس والرعاية الصحية والسكن، وحماية برامج "الضمان الاجتماعي" و"الرعاية الطبية"، إضافة إلى إنهاء السياسات التي تستهدف السود والسكان الأصليين والمتحولين جنسيًا.
تأتي هذه التعبئة عقب مرور 100 يوم على عودة ترمب إلى البيت الأبيض، حيث تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي، بعد تنفيذ سلسلة قرارات مثيرة للجدل شملت تقليص وظائف في مؤسسات حكومية رئيسية، وفرض رسوم جمركية أدت إلى تصعيد النزاع التجاري مع الصين، وتنفيذ برنامج ترحيل أثار قضايا قانونية واسعة، من أبرزها سجن كيلمار آبريغو غارسيا بالخطأ في سجن مشدد في السلفادور.
انطلقت إحدى أكبر الاحتجاجات في واشنطن العاصمة، بمسيرة "حركة عيد العمال في الولايات المتحدة الأمريكية" في ناشيونال مول، وتحدثت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إلى المتظاهرين في مدينة نيويورك.
العمال ضد المليارديرات
وفي فيلادلفيا، انضم السيناتور بيرني ساندرز إلى مسيرة "العمال ضد المليارديرات" التي نظمها فرع اتحاد العمل الأمريكي ومؤتمر المنظمات الصناعية في المدينة.
احتجاجات ضد سياسة ترامب وماسك
يقول المنظمون إن الاحتجاجات تركز على معارضة الرئيس دونالد ترامب وأنصاره من المليارديرات، بمن فيهم إيلون ماسك، الذي قاد حملة وزارة كفاءة الحكومة لتقليص القوى العاملة الفيدرالية.
ويتهم المنظمون إدارة ترامب وماسك وداعميهم الأثرياء بمحاولة "محو حقوق العمال، وكسر نقاباتنا، وإسكات أصوات المهاجرين".
مع انتهاء عيد العمال، احتشد آلاف المشاركين في التجمع في مدينة نيويورك في ساحة فولي، وانتشروا في شوارع مانهاتن السفلى.
حمل المتظاهرون لافتات تنتقد تخفيضات الوظائف والبحوث الفيدرالية، والترحيل غير القانوني لكيلمار أبريجو غارسيا إلى السلفادور، ورفع العديد من المشاركين الأعلام الأمريكية مقلوبة، مما يدل على معاناة البلاد.
دعم سخي من نخبة المليارديرات
وكان ترمب قد حصل على دعم سخي من نخبة المليارديرات في حملته الأخيرة، حيث موّل ماسك حملته بـ288 مليون دولار، بينما تبرعت كل من “أمازون” و”ميتا” بمليون دولار لصندوق تنصيبه.
ولاحقًا، قامت ميتا بإلغاء برامج التحقق من المعلومات، وأعادت هيكلة إدارة المحتوى السياسي، في حين تبنّت صحيفة “واشنطن بوست” المملوكة لبيزوس سياسة تحريرية تركز على “الحريات الفردية والأسواق الحرة”. كما قلصت الشركتان من برامج التنوع، تنفيذًا لتوجيهات تنفيذية من ترمب.
ورغم المظاهرات، تؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن “الاحتجاجات والدعاوى القضائية لن تثني الرئيس عن تحقيق وعده بجعل الحكومة أكثر كفاءة ومساءلة”.
عصر هيمنة المليارديرات
في المقابل، يرى المنظمون أن “ماي داي 2025” يمثل بداية استعادة سلطة الجماهير، مؤكدين أن عصر هيمنة المليارديرات قد انتهى، وأنهم “لن يخشوا ترمب أو ماسك أو غيرهما من ممولي الأجندات النخبوية”.
ويعود أصل “يوم العمال العالمي” إلى إضرابات شيكاغو عام 1886 للمطالبة بثماني ساعات عمل يوميًا، التي شهدت أحداث عنف دامية أبرزها انفجار قنبلة في “ساحة هايماركت”، ومنذ عام 1889، بات الأول من مايو يُعرف عالميًا بـ”عيد العمال”، في حين لم تنجح الجهود لنقل “عيد العمل” الأمريكي من سبتمبر إلى مايو.
