الجيش الأمريكي يطلق أكبر عملية إعادة هيكلة له منذ الحرب الباردة

يستعد الجيش الأمريكي لواحدة من أكبر عمليات التحول العسكري منذ نهاية الحرب الباردة، إذ تضع الخطة الجذرية الطائرات المسيّرة في قلب العمليات القتالية، مع التخلص من العديد من الأنظمة التقليدية التي طالما اعتمدت عليها القوات سابقًا.

وفي إطار الخطة الجديدة، يسعى الجيش الأمريكي لتزويد كل فرقة قتالية بحوالي 1000 طائرة مسيّرة.

ويستند هذا التحول إلى دروس مستخلصة من الحرب في أوكرانيا، حيث لعبت الطائرات بدون طيار دورًا محوريًا في موازين القوى.

تجارب ميدانية مكثفة وملاحظات من أوكرانيا

وفي السياق ذاته، أُجريت اختبارات ميدانية في ميادين تدريب مثل هوهِنفِلس في ألمانيا، إلى جانب مقابلات مع الجنود الأوكرانيين واستشارات مع خبراء ومتعاقدين لتطوير هذه التكنولوجيا.

وكان الهدف واضحًا، حيث يتم تعلم كل ما يمكن عن استخدام الطائرات المسيّرة بكفاءة في الحروب الحديثة، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» خلال تقرير لها.

ورغم فاعلية الطائرات المسيّرة، إلا أن التمارين أظهرت بعض التحديات مثل تكوّن الجليد على الشفرات، وضعف البطاريات في درجات الحرارة المنخفضة، مما اضطر الجنود لإعادة شحنها بشكل متكرر خلال المعارك الافتراضية.

التحوّل من الأسلحة التقليدية إلى التكنولوجيا الذكية

ومن جانبه، أثبتت الطائرات المسيّرة فعاليتها مقارنةً بالمدفعية والدبابات والطائرات المقاتلة المأهولة، ويأتي ذلك بفضل انخفاض تكلفتها، وقدرتها على تنفيذ هجمات متزامنة وإرسال بث مباشر للقيادة الخلفية.

وهذا ما دفع الجنرال المتقاعد جاك كين لوصف التحول بأنه "دخول رسمي إلى عصر الطائرات المسيّرة".

ليست طائرات فقط… بل شبكة متكاملة

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخطة لا تتوقف عند الطائرات المسيّرة، بل تشمل: تحسين الاتصالات بين الجنود عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتطوير أنظمة دفاعية مضادة للطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى استثمار 3 مليارات دولار في تقنيات الحرب الإلكترونية

تكلفة التحول ومصادر التمويل

وكشفت الصحيفة عن تكلفة التحول حيث أوضحت أن الخطة الكاملة ستكلف حوالي 36 مليار دولار خلال خمس سنوات.

وأشارت إلى أن الخطة ستُموّل من خلال إلغاء أنظمة قديمة مثل عربات "هامفي" ودبابات M10، وإحالة مروحيات "أباتشي" للتقاعد، وتقليص عدد الموظفين المدنيين.