عاجل

فطيرة في الهواء وأقدام ثابتة على الأرض.. أحمد سوهاجي مكافح يسعى على رزقه |صور

أحمد على صانع العيش
أحمد على صانع العيش الصاج بسوهاج وشباب الصنعة

في شارع مدرسة العمري الابتدائية بمنطقة الشهيد عبدالمنعم رياض بمدينة سوهاج، تنبعث رائحة شهية تحمل عبق الخبز الساخن والتعب الممزوج بالشغف داخل مكان بسيط يطلق عليه صاحبه ويعرفه أهل المنطقة الشعبية فرن عيش الصاج، يقف شاب عشريني يُطير العجين في الهواء بحركة خفيفة كراقص التنورة المحترف، قبل أن يضعه على الصاج ليصنع "العيش السوري" بإتقان يجذب المارة عن بُعد.

هذا الشاب هو أحمد علي، الذي لم ينتظر وظيفة حكومية ولا فرصًا تأتي من بعيد يسوقها إليه أحد رجال الأعمال أو أعضاء المجالس النيابية كما هو الحال لدى كثير من الشباب، بل صنع من عجينة دقيق القمح قصة نجاح استثنائية تستحق أن تُروى في عيد العمال الذي يوافق 1 مايو من كل عام، ليقتدي به الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل أو ينتظرون الوظائف الحكومية التي يجلس أصحابها في المكاتب.

أحمد علي لم يولد بصنعة "العيش الصاج"، لكنه أحبها، وسعى لتعلمها منذ سنوات، وأصر على إتقانها حتى أصبح أول معلم لها في محافظة سوهاج، ومع كل فطيرة يخبزها أو يفردها كما يسمي، يسرد حكاية كفاح طويلة بدأت من الصفر، مرورًا بتجارب عدم التوفيق والتعلم، وصولًا إلى مرحلة الاحتراف التي جعلته قدوة في محافظة سوهاج ومصدر مُلهم لغيره.

روحه وأسلوبه الجميل في التعامل

لم يكن التميز في الطعم فقط هو شعار أحمد علي وسبب شهرته في سوهاج، بل في روحه وأسلوبه الجميل في التعامل مع عملائه سواء الأون لاين أو الذين يترددون على المكان، حيث لم يكتفِ أحمد بالبيع التقليدي، بل وسّع نشاطه من خلال التسويق الإلكتروني، ليصل بمنتجه إلى ربات البيوت وأصحاب المطاعم، ويوفر لهم خدمة التوصيل السريع، وبجانب ذلك، لم يحتكر سر المهنة، بل نقل خبرته إلى شباب آخرين، ليخلق فرص عمل من قلب طاولة العجين.

وبذلك يكون أحمد علي ابن مدينة سوهاج ليس مجرد شاب تعلم صنعة العيش الصاج واتقنها وبرع في تسويقها وتعليمها للعديد من الشباب، بل نموذج حي لشاب آمن بنفسه وبقيمة العمل، فبنى من رغيف العيش وتعلمه قصة كفاح يقتدي بها أقرانه، في ذكرى عيد العمال.

تم نسخ الرابط