عاجل

يحتفل عمال العالم في شهر مايو من كل عام بعيدهم "عيد العمال" عيد العمل والإنتاج  .. عيد العامل والمزارع والصانع، عيد كل يد تبنى وتحصد وتغرس فى الأرض لتخرج لنا الثمار والحبوب .. عيد يد كل عامل ساهر فى مصنعه وورشته لينتج لنا أفضل المنتجات .. اليد الخشنة الطاهرة التى يحبها الله ورسوله.

فى عيد العمال أول مايو أقدم رسالة حب وتقدير لكل عامل فى مصر.. من كل أطياف المجتمع اعترافا بأهمية دور العمال فى البناء، ولقد أثبتت التجارب أنه لا انتصار لثورة ولا حرية لوطن دون نضال الطبقة العاملة.. ولا ازدهار لبلد دون عرق وجهد أبنائها.

ونحن فى هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن وفي ظل الأزمات والتحديات التي تواجه الدولة المصرية ينبغى علينا أن نكون على قدر المسئولية فنعتمد على سواعدنا بالمواظبة والاخلاص فى العمل بالبحث عن مجالات جديدة للعمل تدر الخير للفرد والمجتمع.

إن الإسلام يدعونا إلى العمل ويحارب الكسل وينهى عن البطالة والإهمال، ويحذر من أن يكون المؤمن عالة أو حملا ثقيلا على غيره.

يقول الله تعالى: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور، ويقول أيضا "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".

وقد دعا الرسول إلى العمل قولا وفعلا إذ يقول "ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده" ويقول أيضا: "من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له" لأن يأخذ أحدكم حبله على ظهره ويحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه".

ومن هذه الدعوة  ننطلق معا بالعمل والإنتاج نحو آفاق جديدة،  لبناء مصر المستقبل من خلال معدلات أعلى من الإنتاجية والإنتاج والصادرات .. معدلات أعلى من الاستثمار والنمو تتيح المزيد من فرص العمل للشباب، وتفتح أبواب الرزق للمصريين، وترتقي بمستوى المعيشة للجميع وفي مقدمتهم العمال .

إن هذا الأمر يتطلب تضافر المجتمع بأكمله لتغيير ثقافة العمل لدى الشباب بالاتجاه للعمل بالقطاع الخاص، باعتبار أن هذه القطاع يدعم الإنتاج بأكثر من 80% من حجم الناتج القومي تقريبا .

إن شبابنا اليوم قادرون على كسب التحدى والمنافسة واقتحام كافة المجالات والنشاطات، قادرون على خلق فرص عمل لهم ولغيرهم من خلال المشروعات الصغيرة التى يديرونها، ولم يعد التمويل عائقا أمامهم متى توفر الطموح والرغبة الجادة في العمل.

إن المبادرات التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال السنوات الماضية، تستهدف بالأساس توفير حياة كريمة للمواطنين بمختلف مناحيها الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، ووضعت تلك المبادرات العنصر الإنساني في مقامها الأول، وحاز ملف الحماية والرعاية الاجتماعية للأسر الأولى بالرعاية على جانب كبير من اهتمام الرئيس، منذ توليه حكم البلاد من 11 عاما  ، حيث وضع الرئيس ملف الأسر الأولى بالرعاية والمرأة المعيلة وأصحاب المعاشات والأطفال بلا مأوى ضمن أولوياته، مكلفا بمواصلة جهود التنمية وحماية ملايين المصريين بمظلة الحماية والرعاية الاجتماعية، ومحاربة الفقر والعوز، وأبرز جهود الحماية الاجتماعية إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التى تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا.

وتبنى الرئيس إطلاق أضخم مبادرة إنسانية فى تاريخ الدولة المصرية، وهى مبادرة "حياة كريمة" التى تسعى بشكل مباشر إلى تحسين أوضاع القرى الأكثر فقرا فى مصر وتطويرها وتقليل الفجوة بينها وبين المدن المتطورة، وهى سابقة لم تلجأ إليها الدولة المصرية من قبل، وتعمل المبادرة فى إطار عدد من القطاعات المهمة لعل أبرزها، رفع كفاءة المنازل، وبناء الأسقف، وبناء مجمعات سكنية فى القرى الأكثر احتياجًا، ومد وصلات مياه وصرف صحى وغاز وكهرباء داخل المنازل.

وكانت الدولة  المصرية حريصة على عمالها فى كل مواقع العمل والإنتاج،وقد أولى الرئيس السيسي ملف العمالة غير المنتظمة اهتمامًا غير مسبوق ،وجاءت توجيهاته مباشرة وصريحة في تقديم كل الدعم لهذه الفئة التي تزيد عددها عن 10 ملايين عامل غير منتظم، فأمر في 2017 بعمل وثيقة أمان لهذه الفئة ، وضمن لهم حقوق وأدخل الحكومة صاحب عمل بدلا منهم في القانون 148 لسنة 2019 ، بحيث يكون من حق العامل أن يؤمن على نفسه ولا يسأل عن من هو صاحب العمل ، بحيث تحل الحكومة محل صاحب العمل.

وبعد أكثر من 10 سنوات وافق البرلمان نهائيا علي  قانون العمل الجديد لتلافي سلبيات القانون 12 لسنة 2003 ، وتحقيق الأمان الوظيفي للعامل والمزيد من الاستثمار.

ولتخفيف الأعباء المعيشة عن المواطنين، وجه الرئيس السيسي برفع الحد الأدني للأجور للعاملين بالقطاع الخاص إلى 7000 جنيه من أول مارس 2025 ، وبذلك يكون الحد الأدني للأجور في القطاع الخاص المصري قد تطور ليواكب المتغيرات الاقتصادية المستمرة منذ إقراره لأول مرة في يناير  2022 بمبلغ 2400 جنيه ، ثم ارتفع إلى 2700 جنيه في يناير 2023، و3000 جنيه في يوليو 2023، ثم 3500 جنيه في يناير 2024، و6000 جنيه في مايو 2024 .

هذا جزء من كل.. والانجازات كثيرة.

لقد حققت مصر العديد من الإنجازات في كل المجالات، رغم الأزمات الاقتصادية العالمية التي يعاني منها العالم أجمع.

الأرقام لا تكذب ولا تتجمل ، ففي عام 2014 كانت نسبة البطالة 13% ووصل الأن إلى 6.4% ، بسبب المشروعات العملاقة والوطنية التي وفرت ملايين من فرص العمل في كافة المجالات،  واستوعبت أعدادًا كبيرة من العمالة غير المنتظمة ودمجها في سوق العمل.

وجاء التوجيه الرئاسي بتشغيل وتدريب ذوى الهمم وتقديم أوجه الدعم اللازم لهم، فقد أطلق الرئيس السيسي 2018 عام ذوي الهمم ،وصدر فيه القانون رقم 10 لسنة 2018، ووجه الرئيس نهاية عام 2022، بدمج ذوي الهمم في سوق العمل، وتم إطلاق  مبادرة "مصر بكم أجمل" لتدريب وتشغيل ذوى الهمم.

وأخيرا ...

عيد العمال اليوم عيد كل مصرى يكد ويعرق بشرف ونزاهة ويبذل جهده لتقدم الوطن..فرصة لنؤكد مكانة العمل والعمال فى عقولنا وقلوبنا، وفرصة لنقول لكل واحد منهم سلمت أيديكم، وكل عام وأنتم بألف خير

تم نسخ الرابط