حرائق إسرائيل
صدمة إسرائيلية.. نتنياهو خفض 217 مليون شيكل من ميزانية الإطفاء وإسرائيل تحترق

تحت عنوان "إسرائيل تحترق"، كشف موقع واللا العبري، عن فضيحة جديدة لائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قام بتخفيض ميزانية جهاز مكافحة الحرائق والإطفاء.
وفي ظل الفشل في السيطرة على حرائق الغابات التي اندلعت صباح الأمس، كشف التقرير الذي نشره واللا، بأن حكومة نتنياهو، قامت بخفض 217 مليون شيكل من ميزانية مكافحة الحرائق.
وجرى تحويل هذه الأموال لتغطية احتياجات سياسية، من بينها دعم معاهد التوراة والطلاب الحريديم الذين يدرسون في الخارج. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن الخطر المتزايد للحرائق نتيجة الجفاف الحاد، تجاهلت الحكومة الأمر، وبدأت بالفعل في إلقاء اللوم على العالم بأسره، باستثناء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
نتنياهو خفض 217 مليون شيكل من ميزانية الإطفاء
قبل عدة أشهر، خلال مناقشات ميزانية الدولة، بدأت الحكومة في البحث عن مجالات يمكن إجراء تخفيضات فيها لتحويل الأموال إلى أحزاب الائتلاف. وكانت المطالب من قبل الحريديم، وأعضاء الفصيل الصهيوني الديني، والوزير إيتمار بن غفير ضخمة، وتمت الاستجابة لها بسخاء. فقد وزع كل من سموتريتش ونتنياهو نحو 5 مليارات شيكل على مجموعة من الاحتياجات السياسية والائتلافية.

فيما خُصصت 1.27 مليار شيكل للمدارس الدينية الجماعية؛ وحو 277 مليون شيكل لطوابع الطعام التي طالب بها أرييه درعي لدعم الفئات المحتاجة؛ ونحو 94 مليون شيكل لتوسيع المستوطنات؛ ونحو 92 مليون شيكل لدعم البرامج التعليمية في المدارس التوراتية.
بالإضافة إلى نحو 87 مليون شيكل لتعزيز الهوية اليهودية؛ ونحو 70 مليون شيكل لدعم الثقافة اليهودية الحريدية؛ ومن أغرب القرارات، تخصيص 60 مليون شيكل لمؤسسات التوراة المخصصة للطلاب الأجانب، أي دعم موجه للحريديم الذين يدرسون في الخارج. وكل هذه الأموال جاءت من ميزانية الدولة، أي من أموال المواطنين.
وهناك بنود أخرى في نفس السياق، لكن ما ذُكر يُظهر بوضوح الوجهة التي سلكتها تلك الأموال، ومن استفاد منها. وبما أن الموارد محدودة، فقد لجأت الحكومة إلى تقليص نفقات أساسية لتوفير مصادر تمويل لهذه المليارات الخمسة.
وتم رفع ضريبة القيمة المضافة، وزيادة الضرائب، وتقليص ميزانيات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية.
ومن بين ما تم تقليصه أيضًا، بند شديد الأهمية يتعلق بالحرائق التي اندلعت اليوم، والتي أفسدت على الإسرائيليين يوم إحياء ذكرى قتلى الجيش، وتسببت في دمار واسع للممتلكات، وأجبرت العديد من السكان على إخلاء منازلهم.
وبفضل الحظ فقط لم تتحول الكارثة إلى ما هو أسوأ. فبحسب ما ورد، قررت حكومة سموتريتش- نتنياهو اقتطاع 217 مليون شيكل من ميزانية خدمات الإطفاء، وذلك من أجل تغطية البنود السياسية المذكورة سابقًا.
نتنياهو خفض 217 مليون شيكل من ميزانية الإطفاء">نتنياهو خفض 217 مليون شيكل من ميزانية الإطفاء
ميزانية خدمات الإطفاء
قال عضو الكنيست فلاديمير بيلياك، وهو من مركز المعارضة في لجنة المالية: "ميزانية خدمات الإطفاء والإنقاذ تروي القصة الكاملة لما شهدناه اليوم على الطريق السريع رقم 1 وفي تلال القدس. فقد تم اعتماد ميزانية عام 2025 مع تقليص قدره 217 مليون شيكل، في حين تم تحويل المزيد من الأموال لأغراض سياسية وقطاعية".
وأضاف: "بلغت الميزانية النهائية للإطفاء والإنقاذ بعد التعديلات في 2024 نحو 1.99 مليار شيكل، بينما ستنخفض في عام 2025 إلى 1.77 مليار شيكل. هذه الحكومة تخاطر بأرواح المواطنين من أجل بقائها السياسي".
وأشار إلى أنه القول بأن هذه الاقتطاعات كان لها أثر مباشر على تجهيزات فرق الإطفاء، وشراء المعدات اللازمة، والمروحيات، وكل الوسائل التي تسهم في مكافحة الحرائق بسرعة وكفاءة. إنه تقليص لا يمكن تجاهله.
وأوضح التقرير، أن نتنياهو ليس غريبًا عن هذه المخاطر؛ ففي عام 2010، وخلال عيد الحانوكا، اندلع حريق هائل في منطقة الكرمل استمر أربعة أيام، من 2 إلى 6 ديسمبر، وخلف وراءه كارثة كبيرة: 44 قتيلاً، و17 ألف شخص تم إجلاؤهم، واحتراق 25 ألف دونم من الأراضي.
نتنياهو خفض 217 مليون شيكل من ميزانية الإطفاء">نتنياهو خفض 217 مليون شيكل من ميزانية الإطفاء
وفي ذلك الوقت، نشر مراقب الدولة، القاضي ميخا ليندنشتراوس، تقريرًا قاسيًا حمل فيه نتنياهو جزءًا كبيرًا من المسؤولية، مشيرًا إلى أنه لم يبذل ما يكفي لحل الخلافات الوزارية المتعلقة بالإطفاء، رغم علمه الكامل بتفاصيلها، وقد أدى تأخره هذا إلى تداعيات خطيرة على جاهزية طواقم الإطفاء.
وبحسب ما نقله موقع "والا"، فقد أرسل منتدى المناخ الإسرائيلي في مارس، من هذا العام رسالة عاجلة إلى نتنياهو، حذر فيها من خطورة الأوضاع المناخية في ظل الجفاف الشتوي، ودعا إلى اتخاذ استعدادات فورية تحسبًا لخطر الحرائق. وكذلك حاول بعض أعضاء المعارضة في الكنيست عقد جلسات مناقشة في اللجان البرلمانية حول الاستعدادات لموسم الحرائق، لكن لم تُعقد أي جلسة.
وفي عام 2018، أي بعد ثماني سنوات على كارثة الكرمل، حذر عضو الكنيست يوئيل حسون من أن إسرائيل لا تزال غير مستعدة لمواجهة حرائق كبيرة، بل وحتى ليست مؤهلة للتعامل مع "حريق في مبنى واحد". كما أشار إلى أن دروس كارثة الكرمل لم تُطبق أبدًا.
ومع كل هذا، لم يُدلِ نتنياهو بأي تصريح بشأن الحريق الذي اندلع مؤخرًا، لكن حملات الاتهام التي يوجهها أنصاره للآخرين قد بدأت بالفعل، ومن المتوقع أن تشتد في الأيام المقبلة.