خبير تربوي يحذر: الذكاء الاصطناعي بديل محتمل لـ”شاومينج” في الغش بامتحانات

حذر الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي، من تصاعد الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي كوسيلة للغش في الامتحانات، خصوصًا امتحانات الثانوية العامة، مشيرًا إلى أنها قد تمثل بديلًا متطورًا وخطيرًا لما عُرف سابقًا بجروبات “شاومينج”.
وأوضح شوقي أن هناك عدة عوامل تجعل الذكاء الاصطناعي أكثر جاذبية للطلاب مقارنة بشاومينج، من أبرزها الألفة الكبيرة التي أصبح يتمتع بها الطلاب مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلية، مثل “شات جي بي تي” و”ديب سيك”، والتي توفر إجابات دقيقة وسريعة، خاصة في النسخ المدفوعة.
وأضاف أن مجموعات “شاومينج” أصبحت أقل موثوقية، إذ تتطلب اشتراكات مالية، وقد تواجه صعوبة في تسريب الأسئلة أو في الحصول عليها مبكرًا، مما يُعرض الطالب لخطر كبير، إلى جانب أن إرسال الطالب لأسئلة الامتحان لتلك المجموعات يمكن أن يُعد دليل إدانة قانونية ضده.
وأكد شوقي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتيح للطالب الغش بشكل أكثر سرية، من خلال تصوير السؤال والحصول على الإجابة دون أن يترك أثرًا واضحًا، مشيرًا إلى أن طبيعة الامتحانات التي يغلب عليها الاختيار من متعدد تُسهل هذه المهمة، خاصة مع تطور الأجهزة الرقمية وظهور أدوات حديثة وصغيرة الحجم.
مقترحات لمواجهة الظاهرة
وشدد الدكتور تامر شوقي على ضرورة مواجهة هذا التحدي المتصاعد بخطط متكاملة، من بينها إعادة النظر في نظام الثانوية العامة ليعتمد على أكثر من معيار للتقييم، كما دعا إلى تقليل الاعتماد على أسئلة الاختيار من متعدد، والتركيز على الأسئلة المقالية، والصياغات التطبيقية المرتبطة بمواقف حياتية حديثة.
كما اقترح استخدام وسائل تشويش إلكتروني حديثة، وتعطيل الإنترنت في المدارس وقت الامتحان، مع تدريب المراقبين على طرق الغش التكنولوجية الحديثة، والتي لم تعد تقتصر على الهواتف، بل تشمل الساعات الذكية وأجهزة دقيقة أخرى.
وأكد شوقي أيضًا أهمية تدريب المصححين على رصد المؤشرات الدالة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الإجابات، مثل استخدام علامات الترقيم بدقة مفرطة، وخلو الإجابة من أي أخطاء لغوية، أو استخدام ألفاظ وأمثلة تفوق مستوى الطالب.