عاجل

قاضٍ يحترم براءة الطفولة .. والدة الطفل: "ياسين لم يُسأل... وهذا ما نرجوه"

والد الطفل ياسين
والد الطفل ياسين

في مشهد إنساني نادر داخل قاعة المحكمة، أثنت والدة الطفل ياسين، ضحية واقعة دمنهور، على تصرف القاضي الذي نظر في جلسة اليوم، معتبرةً أن قراره بعدم توجيه أي سؤال لنجلها كان أحد أكثر المواقف تقديرًا لمشاعر الطفل وخصوصيته النفسية، وسط حشد كبير من المواطنين الذين حضروا الجلسة تضامنًا وتعاطفًا.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة خلال برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، قالت الأم: "القاضي ما سألوش، وأنا ممتنة له جدًا... لأنه لو كان سأله، كان هيتكلم قدام ناس كتير، ويعيش تاني تفاصيل هو حاول يهرب منها".

طفل في قاعة المحكمة

رغم كل ما مرت به الأسرة، إلا أن لحظة دخول قاعة المحكمة كانت الأصعب على الأم. روت أن ابنها ياسين، الذي بدا عليه التوتر والخوف، استسلم للنوم أثناء الجلسة، في ما بدا محاولة للهروب النفسي من أجواء لا تحتملها مشاعره الصغيرة.

تقول الأم: "هو نام وأنا كنت مرعوبة، خايفة القاضي ينده عليه، وكنت مش عارفة هصحيه إزاي... كنت شايفة إنه متأثر جدًا من وجود عدد كبير من الناس، وبدأ يحس إن في حاجة كبيرة بتحصل".

حضور لا يُنسى 

تُشدد والدة ياسين على أن هذا الصمت من القاضي لم يكن تقصيرًا، بل كان قرارًا صائبًا لحماية طفلها من الخوض مجددًا في تفاصيل الحادث المؤلم. وتتابع: "دي كانت أول مرة ياسين يحضر من غير ما يتسأل، وأنا شايفة إنها كانت أنسب مرة إنه يفضل ساكت".

ورغم أنها لم تكن من المقرر أن تتحدث في الجلسة، إلا أن الأم وجدت نفسها مضطرة للرد، بعد أن تحدث محامي المتهم بكلام وصفته بأنه "غير دقيق" و"يمسها هي وابنها"، أوضحت أنها لم تتمكن من الصمت، خصوصًا عندما بدأ الدفاع في ذكر تفاصيل خاطئة، فقررت توضيح الحقيقة أمام المحكمة.

"اضطريت أتكلم وأوضح، مش عشان أثبت حاجة، بس عشان ما ينفعش أي حد يتكلم عني أو عن ابني بغير الحقيقة، وده كان حقنا نرده".

الإعلامية بسمة وهبة 
الإعلامية بسمة وهبة 

حكمة القضاء وإنسانية 

تختتم الأم حديثها برسالة تقدير للمنظومة القضائية المصرية، مؤكدة أن ما شهدته اليوم من احترام وتفهم لحالة ابنها النفسية كان كافيًا لمنحه شعورًا بالأمان داخل مؤسسة من المفترض أن تكون ملاذًا للعدل والرحمة معًا.

تقول: "القضاء أنصفنا، مش بس بالحكم، لكن بالتعامل... وياسين النهارده فهم إن في ناس بتحميه وتسمعه حتى لو هو ساكت".

تم نسخ الرابط