والدة ضحية دمنهور: "القناع كان درعه النفسي في آخر مشهد مؤلم"

في لحظة من أقسى لحظات حياتها، قررت والدة الطالب ياسين، ضحية واقعة دمنهور، أن تحمي نجلها بطريقتها الخاصة. لم تلجأ إلى نظارات شمسية أو قبعة لإخفاء ملامحه، بل ابتكرت حلاً يحمل طابع الطفولة والبراءة، فجعلته يرتدي قناع شخصية "سبايدر مان"، رمز القوة والشجاعة في عيون الصغار.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، خلال برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، كشفت الأم عن خلفيات هذا القرار المؤثر، قائلة: "جات في دماغي فكرة إني ألبسه قناع سبايدر مان عشان يغطي وشه بالكامل، وكنت خايفة يحس بالضيق لو لبس الكاب أو النظارة لفترة طويلة، فكان الحل إننا نحول الموقف لصورة فيها بطولة".
رسائل أم في لحظة مواجهة
الأم لم تكتف بإخفاء ملامح ياسين حمايةً له، بل سعت إلى منحه شعورًا بالقوة والسيطرة، في مواجهة يوم مليء بالتوتر والانفعالات، قالت له قبل التوجه للمحكمة: "أنت زي سبايدر مان، واللي عمل كده هيتكلبش، وإنت اللي كسبان".
ورغم أن القناع ضايقه في البداية، بحسب ما أوضحت، إلا أنها أقنعته بأنه يشبه الأبطال، وأن وجوده بهذا الشكل في المحكمة هو نوع من الانتصار.

ألعاب في الحقيبة
وأضافت الأم أن ياسين ذهب إلى قاعة المحكمة ممسكًا بمسدس لعبة صغير، وبصحبته عدد من ألعابه داخل حقيبته، كأنه يخوض مغامرة جديدة. أكدت أنه كان يعلم جيدًا أن هذه هي المرة الأخيرة التي سيتحدث فيها عن تلك الواقعة المؤلمة، والمرة الأخيرة التي سيذهب فيها إلى المحكمة.
وقالت: "هو فاهم كويس إن النهاردة نهاية مرحلة، وإنه قال كل اللي عنده، وهو مستعد يرجع لحياته الطبيعية طفل عادي، بس مع فرق كبير.. هو بقى أقوى، وحاسس إن الناس كلها كانت جنبه".
وجه مغطى وقلب صلب
المشهد في المحكمة لم يكن عاديًا. طفل يرتدي زيّ الأبطال، يقف في مواجهة عدالة تنتصر له. صورة اختلط فيها الألم بالأمل، والخوف بالقوة، لكنها في جوهرها كانت رسالة من أم تعرف كيف تمنح ابنها الإحساس بالأمان والكرامة وسط العاصفة.
وفي ختام المداخلة، وجهت والدة ياسين رسالة إلى كل الأمهات والآباء، قالت فيها: "الطفل في وقت الخوف مش محتاج غير حضن وسند، مش لازم نفهم كل اللي بيحسه، بس لازم نكون جمبه. ابني اتحول من ضحية لبطل، وكل ده علشان حس إننا معاه، وإنه مش لوحده".