روبيو يحث باكستان على التعاون ويطالب بإدانة صريحة للهجوم
واشنطن تدعو لضبط النفس بعد هجوم كشمير: تطالب باكستان بالإدانة والهند بالاحتواء

في محاولة للحد من التصعيد بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إلى إدانة واضحة للهجوم الذي وقع في باهالجام يوم 22 أبريل، وأسفر عن مقتل 26 سائحًا. وشدد روبيو على أهمية تعاون باكستان الكامل في إجراء تحقيق شفاف في الحادثة، واصفًا الهجوم بـ"العبثي" و"المروع".
دعوة أمريكية متوازنة لضبط النفس من الجانبين
وفي اتصال منفصل مع وزير الخارجية الهندي، أعرب روبيو عن تعاطف بلاده مع ضحايا الهجوم، وأكد التزام الولايات المتحدة بدعم نيودلهي في جهودها لمكافحة الإرهاب. لكنه في الوقت نفسه، حثّ الهند على التحلي بضبط النفس، والتعاون مع باكستان لنزع فتيل الأزمة المتصاعدة. واعتبر أن الحفاظ على الاستقرار في جنوب آسيا "مسؤولية جماعية"، تتطلب حوارًا مباشرًا وتعاونًا أمنيًا بين الجانبين.
رسائل واشنطن تعكس القلق من تصعيد غير قابل للسيطرة
تعكس مواقف واشنطن محاولاتها المستمرة للحفاظ على توازن دبلوماسي في واحدة من أكثر بؤر التوتر حساسية في العالم. ويأتي تحرك روبيو في وقت تتخوف فيه الولايات المتحدة من أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة بين نيودلهي وإسلام آباد، خصوصًا مع تصاعد الخطاب السياسي والإجراءات المضادة من الجانبين عقب الهجوم في كشمير. وتحرص واشنطن على تجنب تكرار سيناريوهات المواجهة السابقة، والتي كادت أن تخرج عن السيطرة في عدة مناسبات.
توازن دبلوماسي أمريكي وسط انعدام الثقة بين الطرفين
حرصت الإدارة الأمريكية على تجنّب الانحياز الصريح لأي من الجانبين، إذ دعا روبيو باكستان إلى اتخاذ موقف واضح من الهجوم، وفي الوقت ذاته حضّ الهند على عدم الانجرار نحو تصعيد قد يُفقد المنطقة استقرارها. ويأتي هذا النهج المتوازن في ظل إدراك واشنطن لحساسية الملف الكشميري، وطبيعة الخلاف التاريخي المعقّد بين البلدين، فضلًا عن تجاربهما السابقة التي كادت تؤدي إلى مواجهات شاملة.
جنوب آسيا على حافة أزمة أمنية مفتوحة
يشير تصاعد التوتر الأخير إلى هشاشة الوضع الأمني في جنوب آسيا، حيث تزايدت حدة الخطاب السياسي، وتبادل الطرفان إجراءات عقابية، بدءًا من تعليق معاهدة مياه نهر السند، إلى إغلاق الأجواء، وانتهاءً بتحذيرات من "عمل عسكري وشيك". وتخشى عواصم غربية أن يتحول التوتر الحدودي إلى صدام مباشر، خصوصًا في ظل الحملات الإعلامية المتبادلة ومحدودية قنوات الحوار بين الجيشين.