إسلام أباد تحذر من "ضربة عسكرية وشيكة" من الهند وتدعو واشنطن للتدخل
باكستان: تلقينا معلومات استخباراتية تؤكد نية الهند تنفيذ هجوم خلال ساعات

قالت الحكومة الباكستانية، الأربعاء، إنها تلقت "معلومات استخباراتية موثوقة" تُفيد بأن الهند تخطط لشن عمل عسكري ضدها خلال الساعات الأربع والعشرين إلى الست والثلاثين المقبلة، وذلك على خلفية الهجوم الدامي الذي وقع في منطقة باهالجام بإقليم كشمير الهندي في 22 أبريل الجاري، وأسفر عن مقتل 26 سائحًا، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". واتهمت نيودلهي إسلام أباد بالضلوع في الهجوم، وهو ما نفته باكستان جملة وتفصيلًا، داعية إلى فتح تحقيق دولي محايد.
إغلاق للمجال الجوي وتصعيد متبادل بعد هجوم باهالجام
تبادل البلدان اتخاذ إجراءات متصاعدة منذ الهجوم، إذ أعلنت الهند إغلاق مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية الباكستانية، ردًا على خطوة مماثلة من إسلام أباد بمنع تحليق الطائرات الهندية فوق أراضيها. كما أعلنت الهند تعليق معاهدة مياه نهر السند الحيوية، في ما وصفه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بـ"استخدام المياه كسلاح"، محذرًا من تداعيات خطيرة لمثل هذا التصرف الأحادي الذي يتعارض مع الاتفاقيات الدولية.
شريف يطلب من واشنطن التدخل... ومودي يتوعد بالرد
أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني أن شهباز شريف تلقى اتصالًا من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأربعاء، وأبلغه بضرورة أن تضغط واشنطن على نيودلهي لوقف التصعيد وخفض نبرة الخطاب السياسي. وأكد شريف في بيانه أن بلاده "تدين الإرهاب بجميع أشكاله"، لكنها سترد "بقوة وحزم" في حال تعرضت لأي عدوان. من جهته، تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بملاحقة منفذي هجوم باهالجام، مؤكدًا أن الهند لن تترك "دماء مواطنيها تذهب دون رد".
قلق دولي من انزلاق محتمل إلى مواجهة بين قوتين نوويتين
يثير التصعيد المتسارع بين الهند وباكستان مخاوف دولية من احتمال انزلاق البلدين إلى مواجهة عسكرية مباشرة، في ظل امتلاك كل منهما ترسانة نووية وتعقيدات طويلة الأمد في ملف كشمير. وحذرت منظمات أممية ودبلوماسيون من أن أي خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى "تدهور سريع وخطير" في أمن جنوب آسيا، خاصة في غياب قنوات اتصال نشطة لتخفيف التوتر أو احتوائه.
كشمير تعود إلى واجهة النزاع المسلح
لطالما كانت منطقة كشمير بؤرة التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد، وتُعد الهجمات الأخيرة امتدادًا لتاريخ طويل من العنف المتقطع والاتهامات المتبادلة. ويؤكد محللون أن الهند تسعى لتشديد قبضتها الأمنية في الشطر الذي تسيطر عليه، بينما تصر باكستان على دعمها "السياسي والمعنوي" لما تسميه "حق الكشميريين في تقرير المصير". ويخشى أن تؤدي أي عملية عسكرية إلى إشعال احتجاجات داخلية في كشمير وتوسيع رقعة الاشتباك.