مفتي الجمهورية: تعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية لمواجهة التحديات الفكرية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المرحلة الحالية تتطلب من العلماء والمفتين مسؤولية كبيرة، تتجاوز النطاق المحلي إلى الفضاء العالمي، في ظل تصاعد النزاعات الفكرية والدينية وامتداد موجات التطرف. وأوضح أن المؤسسات الدينية الرصينة مدعوة لتنسيق الجهود وبناء خطاب ديني رشيد يجمع بين الثوابت والمتغيرات، ويحفظ هوية المجتمعات دون إغلاق أبواب الاجتهاد والتجديد. وأشار إلى أن اللقاءات الدولية مثل تلك التي جرت مع مفتي أوزبكستان تساهم في مواجهة الحملات المنظمة التي تسعى لتشويه الإسلام وتفكيك بنيته الحضارية.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور نظير عياد بالشيخ نور الدين خاليق نظروف، مفتي أوزبكستان، على هامش مؤتمر «الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة» بجمهورية أوزباكستان
العلاقة بين مصر وأوزبكستان
وأشار المفتي، إلى أن العلاقة بين مصر وأوزبكستان ليست علاقة جديدة أو مستحدثة، بل هي علاقة ممتدة عبر قرون من التفاعل العلمي والثقافي، وأنها تمثل أحد المراكز الكبرى التي أنجبت كوكبة من أعلام الأمة ورواد الحضارة الإسلامية ممن أسهموا في ترسيخ علوم الشريعة، وبلورة المنهج الوسطي الرشيد، مؤكدا أن نهضة علماء أوزبكستان لم تكن حكرًا على بيئتهم، بل كانت طاقة تنويرٍ امتد أثرها إلى سائر أرجاء العالم الإسلامي، وأسهمت في حماية الهوية، وصيانة العقيدة، وتعزيز الوعي في أحلك الظروف وأصعب التحديات.
تعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية
وأوضح "عياد" أن دار الإفتاء المصرية تسعى لتعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وأن أوزبكستان بما تحظى به من تاريخ عريق وحضارة غنية، تمثل شريكًا استراتيجيًا في هذا المجال، موضحًا أن دار الإفتاء على استعداد تام لتقديم الدعم والمساعدة لعلماء ومؤسسات أوزبكستان في كافة المجالات الدينية والعلمية، سواء في تدريب وتأهيل المفتين، أو نشر الثقافة الإسلامية الوسطية، أو تبادل الخبرات الفقهية، بالإضافة إلى مجالات الفكر والثقافة وتعزيز الحوار بين الأديان من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات المشتركة، التي تساهم في نشر قيم التسامح والاعتدال، وتقوية أواصر التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات المعاصرة.
من جانبه، أشاد الشيخ نور الدين خاليق نظروف، مفتي أوزبكستان، باللقاء البنّاء مع مفتي مصر، وأكد أن هذه اللقاءات تمثل رافدًا هامًا لتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي. وأعرب عن تقديره للدور الريادي الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية في نشر منهج الوسطية، مشيدًا بالتجربة المصرية في تنظيم العمل الإفتائي، والتي تُعد نموذجًا جديرًا بالدراسة. وأكد حرص بلاده على تطوير برامج علمية وتدريبية مشتركة مع مصر، بما يسهم في بناء خطاب ديني متوازن يخدم قضايا الأمة في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية المعقدة.