عاجل

مصر تعزز موقعها في صراع عمالقة الغاز بالمتوسط واستثمارات جديدة واعدة

البترول
البترول


تسعى مصر بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، فاتحة أبوابها لاستثمارات جديدة في قطاع الغاز الطبيعي الحيوي. 

فرص استثمارية على خريطة الطاقة :


وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة عن تنافس محتدم بين ثلاث شركات طاقة عالمية كبرى، تقدمت بعروض للتنقيب عن الغاز ضمن المزايدة العالمية الأخيرة التي طرحتها مصر، والتي تشمل 12 منطقة واعدة في أعماق البحر المتوسط ودلتا النيل.

 

شركات عملاقة على طاولة المنافسة :

 

أفاد مصدر مسؤول في قطاع البترول في تصريح خاص لنيوز رووم ، بأن قائمة الشركات المتنافسة في هذه المزايدة المترقبة تضم أسماء لامعة في صناعة الطاقة، هي "شيفرون" الأميركية، و"شل" البريطانية الهولندية، و"إيني" الإيطالية.


والجدير بالذكر أن هذه الشركات الثلاث تتمتع بالفعل بحضور قوي ونشط داخل السوق المصري، مما يعكس ثقتها في الإمكانيات الكبيرة التي يزخر بها قطاع الطاقة المصري.


ويلاحظ عدم تقدم أي كيانات جديدة للمنافسة في هذه الجولة، مما يشير إلى تركيز الشركات الكبرى على تعزيز وتوسيع نطاق عملياتها الحالية.

 

مزايدة ضخمة ونتائج مرتقبة :


كانت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" قد أطلقت هذه المزايدة الطموحة في شهر أغسطس من العام الماضي، واستقبلت العروض المقدمة حتى الموعد النهائي في شهر فبراير. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن نتائج هذه المزايدة الهامة خلال شهر مايو المقبل، وذلك عقب الانتهاء من عمليات التقييم الفني والمالي الدقيقة للعروض المقدمة من الشركات المتنافسة.
شيفرون تتصدر المشهد وتتطلع للتوسع
أشارت المصادر إلى أن الشركات المتنافسة أبدت اهتمامًا ملحوظًا بأربع مناطق رئيسية تقع في قلب البحر المتوسط، حيث تكمن التوقعات باحتوائها على احتياطيات واعدة من الغاز الطبيعي.

 

وفي هذا السياق، تبرز شركة "شيفرون" الأميركية كأكثر الشركات إبداءً للرغبة في التوسع وتعزيز تواجدها في مصر، حيث تسعى للحصول على أكثر من منطقة استكشاف ضمن الطرح الحالي، مما يعكس نظرتها الإيجابية للإمكانيات الكامنة في هذه المناطق.


مصر تسعى لسد فجوة الإنتاج والاستهلاك


تأتي هذه الجهود المكثفة لتعزيز الاستثمار في قطاع الغاز في وقت تسعى فيه مصر جاهدة لزيادة حجم إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي، وذلك لمواكبة الطلب المتزايد على الطاقة وتلبية احتياجات التنمية الشاملة. وتشير الأرقام الحالية إلى أن متوسط الاستهلاك اليومي من الغاز في مصر يبلغ حوالي 6 مليارات قدم مكعب، بينما يقترب حجم الإنتاج الحالي من 4.3 مليار قدم مكعب. وتستهدف الحكومة المصرية تحقيق زيادة ملحوظة في الإنتاج ليصل إلى 5 مليارات قدم مكعب يوميًا بحلول نهاية العام الجاري، وذلك استعدادًا لمواجهة الارتفاع المتوقع في الطلب خلال أشهر الصيف.


حوافز جديدة لجذب الاستثمار الأجنبي
في إطار استراتيجيتها الطموحة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع الطاقة، قدمت الحكومة المصرية حزمة من الحوافز الإضافية للشركات العالمية العاملة في مجال التنقيب عن الغاز. وتشمل هذه الحوافز تسهيلات في تصدير جزء من الإنتاج الجديد، مما يتيح للشركات استرداد مستحقاتها المالية بشكل أسرع وأكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة برفع أسعار شراء الغاز من هذه الشركات، مما يزيد من جاذبية الاستثمار ويحفز الشركات على ضخ المزيد من الاستثمارات في مشروعات الاستكشاف والتطوير.


المتوسط.. قلب معركة الطاقة العالمية


تجدر الإشارة إلى أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط قد تحولت في السنوات الأخيرة إلى بؤرة استراتيجية رئيسية على خريطة استكشاف الغاز العالمية، وذلك في أعقاب سلسلة من الاكتشافات الكبيرة التي أثارت شهية شركات النفط والغاز العالمية. وتُعد هذه المزايدة الجديدة التي طرحتها مصر دليلًا واضحًا على استمرار الدولة في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى توسيع قدراتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي وتأمين احتياجاتها المتزايدة من الطاقة على المدى الطويل، بالإضافة إلى تعزيز دورها كمورد رئيسي للطاقة في المنطقة.

 

 

تم نسخ الرابط