حرائق إسرائيل
الجيش الإسرائيلي يلجأ إلى «شمشون» لإخماد الحرائق

أعلن الجيش الإسرائيلي عن نشر طائرات نقل عسكرية من طراز "شمشون" للمساهمة في جهود مكافحة الحرائق، في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تعيق عمليات الإخماد.
يأتي هذا التدخل العسكري بالتوازي مع الجهود الحثيثة التي تبذلها فرق الإطفاء، حيث تم نشر أكثر من 119 طاقم إطفاء و10 طائرات خاصة بالإخماد وطائرة هليكوبتر، بالإضافة إلى استعدادات سلاح الجو الإسرائيلي ووحدة الإنقاذ "669" للمساعدة في عمليات المراقبة الجوية والإنقاذ.
طائرات شمشون تساهد في إخماد الحرائق
أعلنت هيئة الإطفاء والإنقاذ أن استخدام طائرة "شمشون" في حرائق الأسبوع الماضي، كان الأول من نوعه، حيث قامت بإلقاء مواد إخماد على مساحات واسعة لإنشاء خطوط عازلة بين بؤر النيران والمجتمعات السكنية القريبة، بهدف منع امتداد الحرائق إلى المستوطنات.

إلى جانب الطائرات، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية عن تعبئة كبيرة شملت إرسال فرق إنقاذ متعددة من دورة قادة الفرق، وثلاث ناقلات وقود، ومركبتين هندسيتين ثقيلتين، بالإضافة إلى نحو 70 متطوعًا مدنيًا يعملون تحت تنسيق الجيش.
كما أرسلت مديرية التكنولوجيا واللوجستيات ناقلات وقود تحمل أكثر من 100,000 لتر من المياه، إلى جانب وحدات دعم إضافية لتعزيز جهود السيطرة على الحريق.
وفي الوقت نفسه، جند سلاح الجو فرق إطفاء إضافية، إلى جانب طائرة استطلاع من طراز "زوفيت" لمراقبة انتشار الحرائق وتوجيه عمليات الإخماد بدقة أكبر.
مساعدات مرتقبة وتأخير في الوصول
رغم اتساع رقعة الحرائق وانتشارها بشكل مقلق في غابات اشتاؤول والمناطق المحيطة بالقدس، إلا أن المساعدات الدولية المنتظرة لم تصل بعد.
وأفادت الجهات الرسمية بأن الدعم من الدول المجاورة - بما في ذلك اليونان، وكرواتيا، وإيطاليا، وقبرص، وبلغاريا - لن يصل قبل صباح الخميس.
وفي محاولة لتسريع وصول المساعدات، أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، سلسلة مكثفة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه في عدد من الدول الأوروبية، حيث ركز على تنسيق جهود الدعم مع دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دول أخرى حول العالم. وتضمنت القائمة وزراء خارجية المملكة المتحدة، وفرنسا، وجمهورية التشيك، والسويد، وإسبانيا، والأرجنتين، ومقدونيا الشمالية، وأذربيجان.
وبحسب مصادر رسمية، من المتوقع أن تصل المساعدات الجوية من قبرص أولاً، تليها ثلاث طائرات كندية قادمة من إيطاليا وكرواتيا، لكن موعد وصولها الفعلي قد لا يكون قبل صباح الخميس، ما يُبقي فرق الإطفاء الإسرائيلية في مواجهة مباشرة مع الحريق حتى ذلك الحين.
الظروف الجوية لا تزال التحدي الأكبر
تُفاقم الظروف الجوية القاسية من صعوبة إخماد النيران، إذ حذرت هيئة الأرصاد الجوية من استمرار موجة الحر، مصحوبة برياح جنوبية وجنوبية شرقية قوية، وانخفاض كبير في نسبة الرطوبة إلى ما دون 10% في بعض المناطق. وقد تسببت هذه العوامل في اتساع رقعة الحرائق بسرعة فائقة، وعرقلة جهود فرق الإطفاء على الأرض.
وقال خبير الأرصاد الجوية أورين دافيدوف إن سرعة الرياح قد تصل إلى 80 كم/ساعة، وأن موجة الحر ستبدأ بالانحسار تدريجيًا مساء الأربعاء، تزامنًا مع تحول الرياح إلى غربية قادمة من البحر، ما قد يُساهم في تحسين الأوضاع الميدانية.

وفي هذا السياق، أغلقت فرق الإطفاء الطريق السريع رقم 1 في القدس أمام حركة المرور، مع بدء إجلاء السكان وإخلاء المركبات بسبب اقتراب النيران من المناطق السكنية. وقد أنقذت فرق الإنقاذ تسعة أشخاص كانوا محاصرين داخل مركباتهم وسط الدخان الكثيف، بينما اندلعت النيران في ثلاث مركبات دون وقوع إصابات بشرية.
كما تسبب الحريق في إلغاء مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحرب في موقع اللطرون التذكاري، بعد أن عملت الشرطة على إخلاء الموقع كليًا من المشاركين.