عاجل

تطمينات أمريكية للأردن بالحفاظ على التمويل الاستراتيجي

دعم واشنطن لعمان يعود تدريجيًا بعد صدمة «تجميد المساعدات»

دونالد ترامب والملك
دونالد ترامب والملك عبدالله الثاني

بعد أن أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير الماضي بخفض المساعدات الخارجية موجة قلق في عدد من الدول الحليفة، جاء الأردن في صدارة المتأثرين. إذ جرى تجميد تمويل بملايين الدولارات لمشروع تحلية المياه الأضخم في المملكة، والذي تموّله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. غير أن مصادر مطلعة كشفت لـ«رويترز» أن واشنطن عادت وأكدت التزامها بالمساعدات السنوية للأردن، والتي تتجاوز 1.45 مليار دولار، تشمل دعمًا عسكريًا ومخصصات مباشرة للموازنة.

المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أوضحت أن الولايات المتحدة أعادت في مارس تمويل مشروع «تحلية العقبة - عمان» الذي تشرف عليه شركة «سي دي إم سميث» الأمريكية بكلفة تقترب من ستة مليارات دولار، مشيرة إلى أن هذا المشروع يمثل حجر الأساس لتحقيق الأمن المائي للمملكة.

الأمن الإقليمي.. أولوية أمريكية في العلاقة مع الأردن

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الشراكة مع الأردن "وثيقة وحيوية"، مشددًا على أن المساعدات العسكرية لم تتأثر بأي قرارات تخفيض. وأوضح أن وزير الخارجية ماركو روبيو أنهى مراجعة شاملة للمساعدات الأمريكية، خلصت إلى استمرار الدعم العسكري لجميع الدول الحليفة، وعلى رأسها الأردن الذي تستضيف أراضيه قوات أمريكية ضمن ترتيبات أمنية قائمة منذ سنوات.

كما أكد أربعة مسؤولين، اثنان من الولايات المتحدة واثنان من الأردن، أن الرئيس ترامب طمأن العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال لقائهما في فبراير بأن المساعدات الأمريكية لن تُستخدم كأداة للضغط السياسي، رغم التوترات السابقة التي رافقت الحديث عن استقبال لاجئين في إطار مقترحات أمريكية مثيرة للجدل.

تجميد مشروعات تنموية وحظر «الإخوان» يثيران الجدل

ورغم استئناف التمويل لمشروعات استراتيجية، فإن العديد من البرامج التنموية لا تزال معلقة، خاصة تلك الموجهة لقطاعات التعليم والصحة والإصلاح الاقتصادي. الباحثة الأمريكية مولي هيكي، المتخصصة في دراسة المساعدات الأمريكية للأردن، قالت إن واشنطن حمت المخصصات المرتبطة مباشرة بالاستقرار، بينما اعتبرت القطاعات الأخرى أقل أولوية.

في سياق موازٍ، أعلن الأردن حظر جماعة الإخوان المسلمين الأسبوع الماضي، في خطوة ربطها مسؤولون بالتحديات الأمنية المتصاعدة، في وقت تزايدت فيه التحذيرات من ضغوط اقتصادية قد تؤدي إلى اضطرابات شعبية، خاصة مع تجميد بعض برامج الدعم الحيوي.

وتواصل عمان وواشنطن مناقشاتهما ضمن إطار شراكة ممتدة لسبع سنوات، وقّعت في 2022، وتشمل دعمًا مباشرًا للموازنة يبلغ 800 مليون دولار سنويًا. وقد عبّر وزراء أردنيون عن قلقهم من التأثير السلبي لأي خلل في تدفق هذا الدعم على الوضع المالي العام.

تم نسخ الرابط