قائد شرطة القدس: حرائق اليوم الأكبر في تاريخ إسرائيل Iفيديو

وصف قائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية اليوم موجة الحرائق المشتعلة في مناطق متعددة بأنها "الأكبر في تاريخ إسرائيل"، حيث أكّد أن حجم الدمار وتوسع رقعة الحرائق فاق كل التوقعات والتقديرات السابقة. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة اشتعالاً للحرائق على نطاق واسع، ما يستدعي جهودًا مكثفة للسيطرة عليها.
حرائق تخرج عن السيطرة
تشهد إسرائيل منذ ساعات الصباح الأولى سلسلة من الحرائق الضخمة التي اجتاحت مناطق قريبة من مدينة القدس ومحيطها، وامتدت إلى غابات ومناطق سكنية.
وأعلنت سلطات الإطفاء حالة الطوارئ القصوى، في ظل الرياح الجافة وارتفاع درجات الحرارة، التي ساعدت في انتشار ألسنة اللهب بسرعة قياسية، الأمر الذي أعاق جهود السيطرة عليها، رغم استخدام عشرات الطائرات والمعدات الثقيلة.
وقد صرح مسؤولون في خدمات الإطفاء بأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة، خصوصًا أن بعض الحرائق اندلعت بالقرب من البنية التحتية الحيوية، وهو ما دفع السلطات إلى إجلاء آلاف السكان في بعض المناطق المحاذية للنيران.
اتهامات وتحقيقات
في سياق متصل، لم تستبعد مصادر أمنية إسرائيلية فرضية "الأعمال التخريبية" خلف بعض الحرائق. وقد أعلنت الشرطة في وقت سابق عن اعتقال ثلاثة أشخاص يُشتبه بتورطهم في إشعال بعض بؤر النيران، وهو ما يزيد من حساسية الموقف.
وتجري الآن تحقيقات مكثفة لمعرفة ما إذا كانت هذه الحرائق منظمة، أو ناتجة عن إهمال بشري في ظل الظروف الجوية الصعبة، خاصة أن التصريحات الرسمية لم تستبعد أي سيناريو حتى اللحظة.
إسرائيل تواجه كارثة وطنية
وبحسب التقديرات الأولية، فإن الخسائر الناتجة عن الحرائق تشمل مساحات شاسعة من الغابات، ومرافق مدنية، فضلاً عن تضرر منازل ومحطات قطار، حيث تم تعليق حركة القطارات في بعض المناطق القريبة من الحرائق مثل محطتي "موديعين" المركزية والخارجية.
وأعرب مسؤولون في وزارتي الداخلية والبيئة عن قلق بالغ من التداعيات البيئية للحرائق، التي تهدد بتدمير النظام البيئي في المنطقة لسنوات مقبلة. كما توقعت مصادر اقتصادية أن تبلغ كلفة إعادة الإعمار وإصلاح الأضرار مئات الملايين من الدولارات.
رسائل تحذير وخطط
أصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات عاجلة للسكان بعدم الاقتراب من مناطق الحرائق، وأعلنت وزارة الصحة حالة التأهب في المستشفيات القريبة من القدس لتكون مستعدة لاستقبال المصابين نتيجة الدخان أو الحروق.
وفي الوقت ذاته، تتواصل اجتماعات غرفة الطوارئ الحكومية لتقييم الموقف واتخاذ الإجراءات المناسبة، وسط مخاوف من أن يمتد نطاق الحرائق إلى مناطق جديدة في ظل توقعات باستمرار الرياح العاتية.

إسرائيل المناخية والأمنية
مع وصف قائد الشرطة في القدس لهذا اليوم بـ"الأسوأ في تاريخ إسرائيل من حيث حجم الحرائق"، تدخل البلاد في أزمة مزدوجة تجمع بين الكارثة البيئية والقلق الأمني، وتتجه الأنظار الآن إلى ما ستسفر عنه التحقيقات حول الأسباب، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى جاهزية الدولة لمواجهة الكوارث واسعة النطاق.