غزة تحت وطأة التهديدات.. مخاوف السكان من عودة الحرب وخطة تهجير تشعل الغضب

اجتاحت مخاوف من اندلاع قتال جديد غزة حيث هددت مواجهة محتملة بين إسرائيل وحماس بتعريض وقف إطلاق النار الهش للخطر، فيما تصاعد الغضب الإقليمي بسبب خطة الرئيس دونالد ترامب لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني بشكل دائم من القطاع.
وفي تقرير لها، رصدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مخاوف السكان في غزة من استئناف الحرب ومحاولات الوسطاء لإتمام وقف إطلاق النار وتفادي اندلاع الحرب مجددا.
تهديدات إسرائيلية
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه أمر بحشد القوات داخل وحول قطاع غزة، وهدد بإلغاء وقف إطلاق النار الذي دام أسابيع إذا لم تطلق حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين كما هو مخطط له. وتردد تهديده صدى تصريحات مماثلة من قبل ترامب، الذي قال إن "كل الاحتمالات ممكنة" و "سيندلع الجحيم" إذا لم تطلق حماس سراح جميع الأسرى.
من جانبه، صرح وزير الدفاع بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن: "أبواب الجحيم ستفتح عليهم، تماما كما هدد الرئيس الأمريكي". وكان الغضب في إسرائيل مدفوعا جزئيا بصور ثلاثة أسرى شاحبين ونحيفين تم إطلاق سراحهم في 8 فبراير.
تأجيل حماس لتسليم الأسرى
وأعلنت حماس هذا الأسبوع أنها ستؤجل تسليم ثلاثة محتجزين آخرين - وهو التبادل الذي كان مقررا يوم السبت - حتى تلتزم إسرائيل بالتزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهمت حماس إسرائيل بمنع دخول المساعدات الضرورية لتعافي غزة، بما في ذلك الوقود والخيام والإمدادات الطبية والآلات الثقيلة لإزالة الأنقاض.
محادثات مستمرة رغم التوترات
وفي بيان يوم الأربعاء، قالت حماس إنها أرسلت وفدا رفيع المستوى إلى القاهرة لمواصلة المحادثات بشأن تنفيذ الاتفاق، على الرغم من التوترات.
وقال مسؤول في حماس، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الحساسة: "هناك تقدم". توسطت مصر وقطر والولايات المتحدة بشكل مشترك في اتفاق وقف إطلاق النار.
توقعات بعودة الحرب
ولكن في غزة، حيث تشرد غالبية السكان وتدمرت البنية التحتية بشكل كبير، تركت التهديدات المتزايدة باستئناف الحرب السكان في حالة إنهاك واستسلام تقريبًا لاحتمالية عودة الصراع. وقال سكان إنهم يخشون الانفصال عن عائلاتهم مرة أخرى، ونفاد الطعام ما لم يقوموا بتخزينه، وأن أي تعاف طفيف قد تحقق سيزول قريبًا.
ونقلت “واشطن بوست” عن غدير أيوب (33 عاما) إن الناس في شمال القطاع المدمر بدأوا في نصب الخيام في الأنقاض، "خوفا من عودة القتال وتعليق وقف إطلاق النار".
وقال محمد أبو القاسم (32 عاما) "لا أحد يشعر أن الحرب قد انتهت. نعيش في انتظار استئنافه في أي لحظة الآن".
تحذيرات من كارثة إنسانية
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة أسابيع كان له تأثير ملموس على حياة الناس. وأضافت: "أي تراجع يعرض الناس لخطر العودة إلى البؤس واليأس الذي طبع الأشهر الـ16 الماضية".
وتفاقمت المخاوف بشأن احتمال تجدد القتال بسبب تهديد اقتراح ترامب "بالسيطرة" على المنطقة وتهجير الفلسطينيين قسرا من أجل ما وصفه بالتطوير العقاري.