اتفاق وشيك بين كييف وواشنطن لتعزيز قطاع المعادن خلال 24 ساعة

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميجال، أن بلاده في المراحل الأخيرة من إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن التعاون في قطاع المعادن، متوقعًا توقيعه خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وقال شميجال، في تصريحات بثتها قناة "رادا" الأوكرانية، إن الجانبين يضعان اللمسات النهائية على تفاصيل الاتفاق، الذي من شأنه تعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
مسودة الاتفاق تتضمن صندوقًا مشتركًا للاستثمار ومشاريع في الطاقة والتكنولوجيا
وأفادت وكالة "بلومبيرج" أن مشروع الاتفاق ينص على تأسيس صندوق استثماري مشترك لإدارة مشاريع التنمية الاقتصادية في أوكرانيا، مع التركيز على مجالات التعدين والطاقة والتكنولوجيا. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستحتسب فقط المساعدات العسكرية المستقبلية المقدمة لأوكرانيا ضمن مساهمتها في هذا الصندوق، ما يعكس توجهًا نحو إعادة ضبط آليات الدعم وفق أسس اقتصادية واضحة.
الملف الاقتصادي يعيد الزخم للعلاقات الثنائية بعد توتر سابق
الاتفاق المزمع يأتي بعد فترة من التوتر بين كييف وواشنطن، إثر تعثّر توقيع اتفاق سابق خلال اجتماع جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس أواخر فبراير. وكان ترامب قد شدد لاحقًا على أن بلاده تسعى للحصول على مقابل لما قدمته من مساعدات لأوكرانيا، خاصة في ملف المعادن النادرة. ويبدو أن الاتصالات الأخيرة نجحت في تجاوز الخلافات، حيث عبّرت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفبيريدنكو، عن قرب التوصل لاتفاق كامل بعد توقيع مذكرة إعلان نوايا مؤخرًا.
كييف تسعى لجذب استثمارات استراتيجية في ظل استمرار الحرب
يرى مراقبون أن أوكرانيا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى جذب استثمارات استراتيجية تخفف من حدة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن استمرار العمليات العسكرية الروسية على أراضيها. وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن إدماج واشنطن بشكل مباشر في تمويل مشروعات البنية التحتية والطاقة قد يعزز ثقة المستثمرين الدوليين في البيئة الاستثمارية الأوكرانية، ويوفر غطاءً سياسيًا واقتصاديًا ضروريًا لإعادة الإعمار.
المعادن النادرة.. ورقة ضغط جيوسياسية بين الشرق والغرب
تكتسب الاتفاقية بعدًا دوليًا أكبر بالنظر إلى أهمية المعادن النادرة في الصناعات التكنولوجية والدفاعية، ما يجعل من أوكرانيا لاعبًا محوريًا محتملاً في سلاسل التوريد العالمية. ويأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه التنافسات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، ما يدفع واشنطن إلى تنويع مصادرها وتقليل اعتمادها على الأسواق الآسيوية في هذا المجال الحيوي.