خالد الجندي: التسليم الحقيقي لله يكون نابعًا من اقتناع وليس خوفًا

وجه الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، رسالة قوية إلى جيل الشباب، أكد خلالها أن الإسلام ليس دينًا للتلقين الأعمى أو الانقياد بدون فهم، بل هو دين يعتمد على العقل والفهم الواعي. وأضاف الجندي في حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، تحت عنوان "حوار الأجيال"، أن التسليم الحقيقي لله لا يتناقض مع طرح الأسئلة والبحث عن الفهم.
الانقياد تحت التهديد
وأوضح الجندي أن التسليم الذي يدعو إليه الإسلام هو تسليم نابع من قناعة وإدراك كامل، وليس مجرد خوف أو ضغط. وقال في مثال واقعي لتوضيح فكرته: "تخيل لو شخصًا وجه إليك سلاحًا وطلب منك رفع يديك، ستنفذ فورًا دون سؤال لأنك تحت تهديد... هذا ليس تسليمًا حقيقيًا، بل خوف. أما في الدين، فالأمر يختلف تمامًا، لأنك مدعوٌّ إلى الفهم قبل التسليم، والسؤال قبل الاعتقاد."
الإسلام في التفكر لا التلقين
استشهد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بآية قرآنية توضح بجلاء هذا المعنى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، موضحًا أن الله تعالى قدم العلم والفهم قبل النطق بالتوحيد، وأضاف:
"لو قال شخص (لا إله إلا الله) دون أن يعي معناها أو يؤمن بها بقلبه، فالكلمة لن يكون لها أي تأثير حقيقي في حياته أو سلوكه... لا بد أن تنبع من قلب مؤمن مقتنع، لا مجرد لسان متكلم."
الشباب مطالبون بالسؤال
خاطب الجندي فئة الشباب قائلاً: "قبل أن تسلّم عقلك لأي شخص أو توقع على بياض، اسأل نفسك: الكلام ده منطقي؟ الشيخ ده جاب الفتوى منين؟ هل له دليل؟ هل هي مبنية على أساس شرعي؟ لازم تفكر في تبعات كلامه وأثره عليك وعلى المجتمع من حولك."
وأكد أن أصحاب الكهف، وهم من شباب الأمم السابقة، بعثهم الله ليتساءلوا لا ليصمتوا، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يؤكد أن السؤال ليس علامة ضعف، بل بداية للفهم والإيمان الصحيح.

سلّم وأنت مطمئن
وفي ختام حديثه، شدد الجندي على أن المؤمن لا يُطلب منه أن يصدق دون علم، بل أن يطرح الأسئلة ويتدبر ويتأمل، ثم يسلم لله عن فهم وطمأنينة قلبية.
وقال:"لا تسمع شيخًا يقول لك فتوى دون أن يسندها إلى دليل، ولا تقبل أن يقول: أصل الشيخ فلان قال كده... هذا هو أصل المصائب. اسأل وتعلّم وناقش، ثم آمن عن وعي ورضا."