الرئيس التركي يهاجم المبادرة الكردية ويؤكد تمسكه بوحدة الأراضي السورية
مجرد حلم.. أردوغان يرفض الحكم اللامركزي للأكراد في سوريا

رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشكل قاطع، دعوة جماعات كردية سورية لاعتماد نظام حكم لا مركزي في سوريا، معتبراً أن هذه المطالب "ليست أكثر من حلم"، ولا مكان لها على أرض الواقع.
جاءت تصريحات أردوغان بعد اجتماع عقدته عدة مجموعات كردية سورية، من بينها "قوات سوريا الديمقراطية"، أعلنت خلاله تبني رؤية سياسية موحدة تطالب بمنح الأكراد مزيداً من الاستقلالية في شمال شرقي البلاد، وهو ما قوبل بالرفض من دمشق وأنقرة على حد سواء.
أنقرة تحذر من أي محاولة لزعزعة الاستقرار السوري
وحذر أردوغان من أي تحركات، وصفها بالمشبوهة، قد تؤدي إلى "جر سوريا إلى مستنقع جديد من عدم الاستقرار"، مؤكداً أن بلاده سترد على هذه المحاولات "بطرق مختلفة".
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول الرسمية: "لن نسمح بأي مبادرة تهدد أو تعرض الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة للخطر"، مشدداً على أن تركيا ترفض فرض أي أمر واقع في المناطق الحدودية.
تعقيب تركي على الغارات الإسرائيلية وتأكيد على التنسيق مع دمشق
في سياق متصل، وصف الرئيس التركي الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت سوريا مؤخراً بأنها "محاولة لتقويض المناخ الإيجابي الذي بدأ يتشكل مع الإدارة الجديدة"، في إشارة إلى بوادر تهدئة أو تفاهمات إقليمية.
وأضاف أردوغان أن بلاده تعتبر وحدة الأراضي السورية "أمراً لا غنى عنه"، لافتاً إلى أن الحكومة السورية "تتحرك من المنطلق ذاته"، في إشارة ضمنية إلى توافق ضمني في الموقف من بعض الملفات الأمنية.
الحضور الكردي في شمال شرقي سوريا: نفوذ عسكري وسياسي متنامٍ
تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على معظم مناطق شمال شرقي سوريا، وتتمتع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. هذه القوات نجحت خلال السنوات الماضية في بسط نفوذها على مناطق واسعة عقب دحر تنظيم "داعش"، وبدأت تسعى لتثبيت إدارة ذاتية مدنية، وهو ما ترفضه أنقرة بشكل قاطع وتعتبره امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا.
الموقف السوري الرسمي: رفض لأي تقسيم تحت أي مسمى
الحكومة السورية كانت قد أعلنت مراراً رفضها لأي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الفيدرالية، معتبرة أن السيادة السورية "غير قابلة للتجزئة"، وأن أي مبادرات خارج هذا الإطار تُعد "انفصالية وغير دستورية". وعلى الرغم من وجود تفاهمات أمنية محدودة بين دمشق وبعض الفصائل الكردية، فإن الموقف السياسي الرسمي لا يزال يرفض الاعتراف بأي كيان كردي مستقل شمال البلاد.