فلسفة الإسلام .. مصطفى عبد السلام: العمل شرف لا ينتهي بالعمرI فيديو

أكد الشيخ مصطفى عبد السلام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، أن الإسلام لا يميز بين غني وفقير في أهمية العمل، مشيرًا إلى أن الغني مُطالب بالعمل بنفس القدر الذي يطالب به الفقير، لأن العمل يُعتبر عبادة وشرفًا، وهو إنجاز للذات. وأضاف خلال استضافته في برنامج "الدنيا بخير" على قناة "الحياة"، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يُقدّر العمل ويحث عليه، قائلًا: "ليس معنى أنك تملك المال أن تمتنع عن العمل".
وتابع الشيخ عبد السلام أن العمل في الإسلام يحمل قيمة اجتماعية وأخلاقية وروحية يجب الحفاظ عليها في كافة الظروف، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، ما يوضح أن العمل مطلوب حتى في أحلك الأوقات. وأكد على أن العمل لا يُحدده وقت أو سن أو حال، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في الإسلام مفهوم للتقاعد.
لا تقاعد في الإسلام
وفي سياق حديثه، أوضح الشيخ عبد السلام أن الإسلام لا يضع سنًا للتقاعد أو الاعتزال عن العمل، فالمعيار الوحيد هو القدرة الجسدية والعقلية، طالما أن الإنسان يستطيع أن يعمل ويكسب رزقه بالحلال، فلا عذر له في البطالة أو الاتكال.
وأشار إلى أن ثقافة "التقاعد الروحي أو الاجتماعي" ليست من تعاليم الإسلام، بل إن الشريعة تدعو إلى الكد والاجتهاد حتى آخر لحظة في الحياة. وقال: "اشتغل لآخر يوم في عمرك، ما دمت قادرًا على ذلك، وأطعم نفسك وأهلك من حلال، لأن الكسب الحلال هو من أعظم العبادات".
قدوة الأنبياء في العمل
وساق الشيخ مصطفى عددًا من الأمثلة من سيرة الأنبياء لتأكيد ما ذهب إليه، موضحًا أن النبي داوود عليه السلام، رغم ما منحه الله من ملك وتسخير، كان يأكل من عمل يده، وصنع الدروع بيديه، ولم يتكل على سلطانه، وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي مارس التجارة ورعي الغنم وعمل بكل جد، ليكون قدوة للمسلمين في حب العمل وكراهية الكسل.
وأضاف: "نحتاج اليوم لإحياء هذا المفهوم في وجدان الشباب والأغنياء قبل الفقراء، لأن الإسلام لا يشجع على البطالة أو الاتكال على الآخرين، بل يدعو إلى العطاء والاعتماد على الذات".

رسالة مجتمعية
واختتم مصطفى عبد السلام حديثه بالتأكيد على أن العمل ليس فقط وسيلة للرزق، بل هو جزء من بناء شخصية الإنسان وكرامته، فبه يحقق الإنسان ذاته، ويشعر بقيمته في المجتمع، ويبتعد عن الحرام والسلوكيات السلبية التي قد تصاحب الكسل أو الاتكال.
ووجه رسالة واضحة لكل من يملك القدرة على العمل قائلاً: "لا تتوقف عن العمل، ولا تستصغر أي جهد، فإن الله يحب العبد المحترف في عمله، ويبارك سعيه ويجزيه خير الجزاء".