حرائق ضخمة تضرب مستوطنات غرب القدس وإسرائيل تطلب مساعدات دولية

أفادت مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، دانا أبو شمسية، أن حرائق واسعة النطاق اندلعت في مستوطنات غرب القدس، مما تسبب في حالة من الطوارئ وإخلاء عدد كبير من المناطق السكنية.
وأكدت أبو شمسية، في تقريرها اليوم الأربعاء، أن الحرائق امتدت إلى مستوطنات تقع بين النطرون والرملة شمال غرب القدس، ما أجبر سلطات الاحتلال على إخلاء السكان من تلك المناطق بشكل عاجل.
إلغاء للفعاليات ورفع التأهب لأقصى الدرجات
نتيجة للحرائق المشتعلة، تم إلغاء عدد كبير من الفعاليات والمناسبات التي كان من المقرر تنظيمها، بما في ذلك احتفالات ما يسمى بـ"عيد الاستقلال"، بالإضافة إلى إلغاء مسيرات احتجاجية كانت مقررة.
وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية رفع درجة التأهب إلى المستوى الأقصى، كما تم إعلان حالة الطوارئ في عدد من المناطق القريبة من بؤر الاشتعال، في حين يشارك 119 طاقم إنقاذ في عمليات الإخماد، مع مشاركة وحدة "الإنقاذ 69" التابعة للجيش الإسرائيلي في إجلاء المدنيين المحاصرين.
استغاثة دولية وتحقيقات حول المتسببين
في ظل تصاعد الحريق وعدم السيطرة عليه، نقلت القناة الـ15 الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي طلب المساعدة من كل من اليونان، قبرص، إيطاليا وكرواتيا لإرسال طائرات متخصصة في إخماد الحرائق.
من جانب آخر، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال ثلاثة أشخاص مشتبه في تورطهم بإشعال الحرائق، في وقت يتزامن فيه الحادث مع تصعيدات ميدانية وأمنية متكررة، مما دفع سلطات الاحتلال إلى فتح تحقيقات موسعة حول خلفيات الحادث، سواء كانت جنائية أو سياسية.
وتشير مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن الحرائق اندلعت في مناطق حيوية قرب أحياء مختلطة وساحات طبيعية، ما تسبب في أضرار بيئية ومادية، وأثار حالة من الذعر بين السكان، لا سيما في ظل الأحوال الجوية الجافة التي تساهم في سرعة انتشار النيران.
وقد أعلنت الجهات المعنية أن المشتبه بهم الثلاثة قيد الاستجواب حاليًا، وسط تكتم نسبي حول هوياتهم أو انتماءاتهم، وهو ما فتح الباب أمام تخمينات وتحليلات حول الدوافع المحتملة وراء الحادث، سواء كانت على خلفية قومية أو جنائية.
القدس تحت المجهر
يأتي هذا التطور في سياق من التوتر المتصاعد في القدس، حيث تشهد المدينة مواجهات متكررة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، إلى جانب إجراءات أمنية متشددة، لا سيما في البلدة القديمة والمناطق المحيطة بها.
وقد ربط بعض المراقبين بين هذه الحرائق والاضطرابات الجارية، معتبرين أن التصعيد قد يتخذ أشكالًا جديدة، من بينها إشعال النيران كأسلوب احتجاجي أو تكتيك تخريبي.
مخاوف من التصعيد
وفي الوقت الذي اكتفت فيه الشرطة الإسرائيلية بالإشارة إلى استمرار التحقيقات، أثارت الحادثة ردود فعل واسعة في الإعلام العبري، حيث حذر عدد من المحللين من أن مثل هذه الحوادث قد تُستخدم ذريعة لتشديد القبضة الأمنية على الفلسطينيين في القدس الشرقية، خاصة في ظل التوترات السياسية والميدانية المتصاعدة.
على الجانب الآخر، أعربت جهات حقوقية فلسطينية عن قلقها من أن تؤدي هذه الاتهامات إلى مزيد من المداهمات والاعتقالات العشوائية، في ظل غياب الشفافية والعدالة في منظومة التحقيق الإسرائيلية، بحسب وصفهم.