البطل الخارق يواجه الشرير.. سبايدر مان مصدر قوة الطفل "ياسين" أثناء المحاكمة

دخل "الطفل ياسين"، ذو الأعوام القليلة، قاعة المحكمة مرتديًا قناع "سبايدر مان" وكابًا يخفي وجهه، ليس كطفل عادٍ يلعب بدور البطل، بل كلاجئٍ إلى عالم الخيال ليستمد منه القوة، فخلف القناع، كان يختبئ طفلٌ تعرَّض لوحشيةٍ حقيقية، لكنه اختار أن يواجهها بشجاعةٍ نادرة.
قصة قناع سبايدر مان
والدته، التي رافقته طوال الرحلة مرتديةً قناعًا آخر وهو قناع الشجاعة بينما ابنها يرتدي قناع سبايدر مان، لم تكن تخفي وجهها خوفًا، بل لإرسال رسالة: "نحن هنا، ولن نسمح للخوف بإسكاتنا".

الجريمة: عندما يتحول المدرسة إلى كابوس
تعود القصة إلى يناير 2024، حين لاحظت الأم تردد "ياسين" في دخول الحمَّام، وبعد حوارٍ طويل، كشف الصغير عن تعرُّضه لاعتداءٍ جنسي من أحد العاملين في مدرسته الخاصة بمدينة دمنهور، ولم يكتفِ الجاني بجريمته، بل حاول التغطية عليها بمساعدة إحدى العاملات بالمدرسة، التي تلقت أموالًا مقابل الصمت، وفقًا للتحقيقات.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فوسطاء حاولوا إقناع أسرة "ياسين" بالتنازل عن القضية مقابل وعود مالية وتعليمية، لكن الأم رفضت، وقررت أن تقاتل حتى النهاية.
قصة قناع سبايدر مان- تخيلية
العدالة ترتدي رداءً أحمرَ وأزرق
في يناير 2025، أعادت محكمة جنايات دمنهور فتح التحقيق بعد تظلُّم الأم، وتمكَّنت النيابة من جمع أدلةٍ قوية، منها تعرُّف "ياسين" على الجاني خلال "العرض القانوني"، وفي جلسةٍ تاريخية، أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن المؤبد على المتهم، بعد تعديل وصف القضية لـ"الاعتداء بالقوة تحت التهديد"، وهو انتصارٌ ليس للطفل وحده، بل لكل الأطفال الذين قد يتعرَّضون لمثل هذه الجرائم.
سبايدر مان الحقيقي
ارتداء الطفل "ياسين" قناع "سبايدر مان"، عشان يكون زي البطل اللي بيحمي الناس"، والقوة العظيمة تأتي بمسؤولية عظيمة"، فالقناع لم يكن مجرد زيٍ للأطفال، بل درعًا نفسيًا حوَّل الضحية إلى مقاتلٍ من أجل العدالة.
ما بعد الحكم: معركة لم تنته
رغم الحكم التاريخي، تبقى تساؤلاتٌ حول دور المؤسسات التعليمية في حماية الأطفال، وآليات منع التحرش داخل المدارس، والأم دعت إلى تشديد الرقابة وتدريب الكوادر التعليمية على التعامل مع مثل هذه الحالات، بينما نوَّه محامي الأسرة بأهمية "التعديل القانوني للوصف الجنائي"، الذي ساهم في تشديد العقوبة.
الأبطال لا يطيرون فقط في الأفلام
قصة "ياسين" ليست مجرد حكاية انتصارٍ للعدالة، بل إثباتٌ أن الشجاعة قد ترتدي أحيانًا قناعًا أزرقَ وأحمر، وأن الأبطال الحقيقيين ليسوا فقط من يظهرون على الشاشات، بل أولئك الذين يرفضون الصمت، حتى عندما تكون أصواتهم مرتعشةً من الألم.