المشروم .. هل تُعد بديلًا صحيًا وآمنًا للقهوة التقليدية؟

ربما تمنحك القهوة التقليدية دفعةً فورية من النشاط، لكن لا يلبث هذا التأثير أن يتلاشى سريعًا، لتجد نفسك مُنهكًا ومتوتّرًا. هذه الحالة تُعزى إلى طبيعة الكافيين وتأثيره المُتقلب على الجسم، في المقابل، برزت قهوة المشروم كخيار أكثر توازنًا، يجمع بين نكهة القهوة المميزة وفوائد طبية للفِطر، ما يمنحك طاقة مستدامة وصفاءً ذهنيًا دون الانهيار المفاجئ.
فما أصل قهوة المشروم؟ .. وهل يمكن اعتبارها بديلًا آمنًا؟ .. وكيف يُمكن تحضيرها منزليًا؟.
قهوة المشروم.. من الحرب إلى رفاهية العصر الحديث
قهوة المشروم ليست قهوة عادية، بل مزيج من حبوب البن وخلاصات فِطر طبي مثل "عرف الأسد" و"الريشي" و"الشاجا"، وغيرها من الأنواع المعروفة بخصائصها الصحية، استخدام الفطر في الطب التقليدي ليس جديدًا، إذ يعود إلى آلاف السنين في حضارات الصين وروسيا واليابان، وكان يُعتمد عليه لمقاومة التوتر وتعزيز المناعة.
لكن المفارقة التاريخية ظهرت في الحرب العالمية الثانية، حين لجأ سكان فنلندا إلى فِطر الشاجا كبديل عن القهوة، التي أصبحت نادرة آنذاك، فاستخرجوا منه مشروبًا يُشبه في مذاقه القهوة، ويمدّ الجسم بالدفء والمناعة وسط قسوة الحرب.
وفي عصرنا الحديث، أعادت شركات مثل "فور سيجماتيك" الفنلندية الأمريكية إحياء الفكرة، لتُنتج قهوة ممزوجة بفطر طبي تُسوَّق كخيار صحي يعزّز التركيز دون التسبب في الأرق أو القلق.
الفوائد الصحية لقهوة المشروم
- تعزيز المناعة: الفِطر غني بمضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، التي تُقوي دفاعات الجسم.
- أنواع مثل "ذيل الديك الرومي" و"الكورديسيبس" أظهرت خصائص مضادة للأورام والفيروسات، بحسب دراسات نُشرت في مجلات طبية مرموقة.
- مقاومة التوتر: المكونات النباتية في المشروم تُساهم في خفض الكورتيزول، وهو هرمون التوتر.
- دراسة نُشرت في 2023 أكدت أن تناول فطر "عرف الأسد" يوميًا لمدة شهر ساعد في تقليل التوتر بشكل ملحوظ.
- تحسين الأداء العقلي: القهوة التقليدية تمنح تركيزًا مؤقتًا، لكن إضافة الفِطر – مثل "الريشي" و"عرف الأسد" – يعزز الذاكرة والانتباه بصورة أكثر استدامة.
- تحسين صحة الأمعاء: بعض أنواع المشروم تعمل كمواد بريبايوتيك، تُغذّي البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يُحسن الهضم ويقوّي الجهاز الهضمي.
- الوقاية من الأمراض: بفضل محتواها العالي من مضادات الأكسدة، تساهم قهوة المشروم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والمياه البيضاء.
ما الفرق بين قهوة المشروم والقهوة العادية؟
القهوة التقليدية تحتوي على كميات مرتفعة من الكافيين، ما قد يُسبّب الأرق والقلق لدى البعض. أما قهوة المشروم، فهي تحتوي على كافيين أقل بنسبة تصل إلى النصف تقريبًا، وتمنح طاقة أكثر توازنًا دون اضطرابات مزاجية أو جسدية.
هل تحتوي قهوة المشروم على الكافيين؟
نعم، ولكن بنسبة أقل، متوسط كوب قهوة المشروم يحتوي على نحو 47 ملغ من الكافيين، مقارنة بـ 95 ملغ تقريبًا في القهوة العادية، ما يجعلها مناسبة لمن يرغبون بتقليل استهلاك الكافيين دون التخلّي عن نكهة القهوة.
هل هناك أضرار محتملة لقهوة المشروم؟
رغم فوائدها، إلا أن الاستخدام المفرط أو غير المناسب قد يسبب بعض الأعراض الجانبية:
- اضطرابات هضمية: مثل الانتفاخ أو الغازات.
- مشكلات في الكلى: بعض أنواع الفطر تحتوي على "الأوكسالات" التي قد تُسهم في تكوّن حصى الكلى.
- تفاعلات دوائية: قد تؤثر قهوة المشروم على ضغط الدم أو السكر، لذا ينبغي استشارة الطبيب عند تناول أدوية مماثلة.
ما الكمية اليومية الآمنة؟
يُنصح بعدم تجاوز كوبين يوميًا من قهوة المشروم، وضرورة قراءة تعليمات العبوة جيدًا، لأن تركيز الكافيين والمكونات قد يختلف حسب كل منتج