عاجل

غزة بين القصف والعاصفة .. مأساة إنسانية تتفاقم في خيام النازحين

في مشهد يعكس حجم المعاناة المركبة، شهدت محافظات قطاع غزة اليوم تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا بالتزامن مع ظروف جوية قاسية، في مقدمتها عاصفة رملية قوية اجتاحت مختلف أنحاء القطاع، مما زاد من مآسي آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام مهترئة مهددة بالاقتلاع بفعل الرياح العاتية والانخفاض الشديد في درجات الحرارة.

وقال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن المشهد الإنساني يتفاقم بفعل ما يسميه السكان بـ"ثلاثية الموت": القصف المتواصل، والنزوح الجماعي، والجوع المتصاعد، وهي ملامح يومية باتت ترسم الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع المحاصر.

14 شهيدًا في النصيرات 

في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ارتفع عدد الشهداء إلى 14 شهيدًا، إثر استهداف منزل سكني فجرًا، حيث تم انتشال ست جثامين من تحت الأنقاض، فيما لا تزال عمليات البحث مستمرة للعثور على مزيد من الضحايا.

وفي واقعة أخرى بالمخيم ذاته، استشهد ستة أفراد من عائلتي أحمد وحمدان، بعد قصف منزلين سكنيين، فيما أُصيب مواطن بجروح خطيرة جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في شارع العمد، وهو ما يعكس اتساع دائرة الاستهداف لتشمل أماكن يفترض أن تكون آمنة.

غزة تحت النيران

جنوبًا، لا تزال مدينة خان يونس تتعرض لهجمات مكثفة، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية، تزامنًا مع قصف مدفعي عشوائي استهدف مناطق حيوية مثل شارع جلال وشارع السكة، انطلاقًا من مواقع عسكرية في رفح، ما شكل تهديدًا مباشرًا للنازحين الذين احتموا بتلك المواقع.

وفي مدينة غزة، جرى انتشال جثمان شهيد من ذوي الاحتياجات الخاصة في حي الزيتون، كما استشهد اثنان في حي الشجاعية شرقي المدينة، بينما أسفر قصف على جباليا البلد شمالًا عن سقوط ثلاثة شهداء. حتى البحر لم يسلم، إذ استهدفت الزوارق الحربية صيادًا قرب شاطئ غزة، بينما كان يحاول تأمين قوت يومه.

غزة بلا طعام كافٍ

في ظل هذا التصعيد الدموي، تتدهور الأوضاع الإنسانية بوتيرة متسارعة، حيث توقفت بشكل شبه تام المطابخ المجتمعية والتكيات التي كانت تقدم وجبة يومية للنازحين، بسبب انقطاع الإمدادات ونقص التمويل.

وتشير التقديرات إلى أن 70% من سكان القطاع باتوا عاجزين عن تأمين وجبة غذائية واحدة يوميًا، في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية، وتضييق الخناق على المعابر، واستمرار تدمير البنية التحتية والخدمات الطبية.

<strong>القاهرة الأخبارية </strong>
القاهرة الأخبارية 

النازحون في مهب الريح 

تأتي هذه التطورات وسط موجة نزوح مستمرة يعيشها سكان غزة، الذين يُجبرون على التنقل من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الأمان، دون جدوى، وفي ظل العاصفة الرملية الحالية، أصبحت الخيام المؤقتة لا توفر الحد الأدنى من الحماية، ما يجعل حياة الآلاف مهددة في كل لحظة.

ورغم التحذيرات المحلية والدولية من كارثة إنسانية وشيكة، لا تزال المعاناة في القطاع تتفاقم، فيما يناشد الفلسطينيون المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف القصف، وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات وإنقاذ ما تبقى من الأرواح.

تم نسخ الرابط