رصد تطورات جلسات محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه غزة (فيديو)

قطاع غزة.. قال عبد الستار بركات، مراسل القاهرة الإخبارية من لاهاي، إنه لليوم الثالث على التوالي، تواصل محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات الاستماع ضمن القضية المتعلقة بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وذلك بمشاركة 38 دولة وأربع منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية.
وشهد هذا اليوم مرافعات جديدة من عدة دول، بينها الولايات المتحدة، فرنسا، والكويت، حيث ركزت الجلسة بشكل خاص على مناقشة دور المنظمات الدولية، وتحديدًا وكالة "الأونروا"، في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، خاصة في ظل الحصار والقيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية إلى قطاع غزة.
وأضاف خلال رسالة على الهواء مع أحمد أبو زيد، الجلسة كذلك تناولت التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك النقص الحاد في الغذاء والدواء، والدمار الواسع الذي تشهده مناطق عدة في القطاع، مشيرا إلى أن وفد جنوب إفريقيا ألقى كلمة قوية، أكد فيها أن غزة تحولت إلى "جحيم على الأرض"، مطالبًا بمحاسبة إسرائيل على ما وصفه بـ"الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي"، وأشار الوفد إلى تعمد إسرائيل منع دخول المساعدات، وانتهاكها المواثيق الدولية بصفتها قوة احتلال.
وتابع أنه خارج المحكمة، تجمّع العشرات من المتضامنين من جنسيات مختلفة، رافعين الأعلام الفلسطينية، في مشهد يعكس حالة دعم شعبي واسعة للقضية الفلسطينية.
الغزاويون محاصرين بثلاثية الموت
ومن ناحية أخرى، قال يوسف أبو كويك، مراسل القاهرة الإخبارية من غزة، إن محافظات قطاع غزة، شهدت اليوم، تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا بالتزامن مع ظروف جوية قاسية، أبرزها عاصفة رملية ضربت أنحاء القطاع، مما يهدد آلاف الخيام التي تأوي النازحين بالاقتلاع وسط رياح شديدة وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
وتتفاقم المعاناة بفعل ما يصفه السكان بـ"ثلاثية الموت": القصف، والنزوح، والجوع، في ظل استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على المنازل والمخيمات، ففي مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ارتفع عدد الشهداء إلى 14، بعد استهداف منزل فجراً، حيث جرى انتشال ستة جثامين فيما لا تزال عمليات البحث جارية تحت الأنقاض، كما استشهد ستة آخرون جراء قصف استهدف منزلين لعائلتي أحمد وحمدان، فيما أُصيب مواطن بجروح خطيرة نتيجة استهداف خيمة في شارع العمد بمخيم النصيرات.
وأضاف خلال رسالة على الهواء أنه في جنوب القطاع، لا تزال مدينة خان يونس تحت القصف، حيث شنت الطائرات الحربية غارات عدة، بينما تساقطت قذائف المدفعية عشوائيًا على مناطق حيوية داخل المدينة مثل شارع جلال وشارع السكة، انطلاقًا من مواقع عسكرية في رفح. هذا التصعيد المدفعي يمثل تهديدًا مباشرًا للنازحين الذين احتموا بتلك المناطق. أما في مدينة غزة، فقد انتُشل جثمان شهيد من ذوي الاحتياجات الخاصة في حي الزيتون، واستشهد اثنان في حي الشجاعية شرقي المدينة، فيما أسفر قصف على منطقة جباليا البلد عن سقوط ثلاثة شهداء، كما استهدفت الزوارق الحربية صيادًا لم يتجاوز بضع مئات من الأمتار قبالة شاطئ غزة، خلال بحثه عن قوت يومه.
وتابع أنه وفي ظل هذا التصعيد الميداني، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، مع توقف شبه تام للمطابخ المجتمعية والتكيات التي كانت تقدم وجبة واحدة يوميًا للأسر النازحة، وتشير التقديرات إلى أن 70% من سكان القطاع باتوا عاجزين عن تأمين وجبة غذاء واحدة في اليوم، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.