عاجل

«أزمة الكلاب الضالة» البيطريين: 20 مليون كلب بالشوارع ونحذر من كارثة صحية

الدكتور محمود حمدي-
الدكتور محمود حمدي- وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين

انتقد الدكتور محمود حمدي، وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين، ما وصفه بالتنصّل المؤسسي من التعامل مع ملف الكلاب الضالة، مؤكدًا أن أغلب الجهات الحكومية ألقت بالمسؤولية الكاملة على الطبيب البيطري وحده، في ظلمٍ شديد وتحميل لا يتناسب مع طبيعة دوره ولا مع ما دُرّس في كليات الطب البيطري.

وكتب في منشور له على التواصل الإجتماعي فيسبوك  "قبل ما نلوم الطبيب البيطري، لازم نلوم من أقحمنا في هذا الملف دون تدريب أو تجهيز. إحنا ما درسناش في الكلية نِجري ورا الكلاب في الشارع. وسلامة الطبيب البيطري مهمة، وواجب على الدولة والمجتمع الحفاظ عليها."

وأضاف أن التعامل مع ملف الكلاب الضالة لا يحتاج لاجتهادات شخصية أو حلول محلية، بل يجب الالتزام بـ الاشتراطات العالمية التي وضعتها منظمة الصحة الحيوانية العالمية (OIE)، والتي تم تطبيقها بنجاح في دول كثيرة، بعضها أكثر كثافة من مصر من حيث عدد الكلاب.

وأكد أن الحل الحقيقي يكمن في الالتزام بـ الاستراتيجية العالمية للقضاء على داء الكلب بحلول عام 2030 (World Free Rabies 2030)، وتطبيق مفهوم "صحة واحدة – One Health" الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

وشدّد على أن الطبيب البيطري هو "طبيب الإنسانية"، ومهمته الأساسية هي حماية الإنسان من الأمراض، وعلاج الحيوان ورعايته، وليس اصطياده أو قتله. وأوضح أن من مسؤوليات الطبيب البيطري المعروفة عالميًا: الكشف، والعلاج، والتطعيم، والعمليات الجراحية، وليس مطاردة الكلاب في الشوارع.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن حل الأزمة لن يكون إلا بتعاون شامل بين الجهات المعنية، بما في ذلك الوزارات المختصة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومنظمات المجتمع المدني، وأطباء بيطريين، وحتى المواطنين أنفسهم.

وقال وكيل نقابة الأطباء البيطريين: "قولا واحدًا، صحة الإنسان في حياة كريمة تبدأ من صحة الحيوان وبيئة نظيفة."

وفي نفس السياق قال الدكتور محمود حمدي، في حلقة تليفزيونية مع الإعلامية لميس الجديدي ببرنامج كلمة أخيرة ، أن أزمة الكلاب الضالة في مصر دخلت مرحلة الخطر، مشيرًا إلى أن الملف يُدار بدون أسس علمية واضحة، وأنه يشكل تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة، في ظل غياب البيانات الدقيقة.

وانتقد غياب الأدوات اللازمة مثل عربات البلدية أو أدوات اصطياد الكلاب، مما جعل مهمة الأطباء البيطريين شبه مستحيلة في ظل ضغط شعبي ورسمي متزايد. وأشار أن الطب البيطري له تخصصات مختلفة، وليس كل طبيب بيطري يستطيع التعامل مع الكلاب.

دعوة لتنظيم الملف علميًا

وحول واقعة مقتل أحد الكلاب على يد طبيب بيطري، قال حمدي إن الطبيب كان تحت ضغط شديد، مضيفًا أن التعامل مع الكلاب الشرسة يجب أن يتم من خلال متخصصين في الصيد وليس الأطباء البيطريين، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية للحيوان. كما لفت إلى أن الطبيب البيطري نفسه مهدد بالعض أو الإصابة بالسعار، ما يستلزم حماية له قبل الحديث عن واجباته.

نقص في التخصصات والإحصائيات

وفيما يتعلق بعدد الأطباء البيطريين المتخصصين في التعامل مع الحيوانات الضالة، أوضح حمدي أنه لا توجد إحصائية دقيقة، لكنه أشار إلى أن نحو 91 ألف طبيب بيطري مسجل بالنقابة، موزعين على تخصصات مختلفة.

واختتم حمدي حديثه بالتأكيد على أن "التعامل مع هذا الملف يتطلب إعادة تنظيم شاملة، بعيدة عن العشوائية، تعتمد على حلول علمية وتخصصية لحماية الإنسان والحيوان معًا."

تم نسخ الرابط