في العالم عشرون جامعة دولية Global University فقط، منهم 18 في الولايات المتحدة الأميركية، و 2 في بريطانيا. والجامعات الدولية منجم ذهب لاقتصاد الدول، فتدفع اقتصادها للأمام بسرعة فائقة تفوق كل المعدلات. والجامعات الدولية تتميز عن غيرها بأنها تتمركز حول البحث العلمي وتصدير المعرفة، كما أنها تتصل ببعضها بقوة، ولها تأثير دولي واضح وضخم خارج نطاق دولها.
والجامعة الدولية مغناطيس يجذب الطلاب النابهين والمتفوقين من جميع أنحاء العالم ويعطيهم منحًا دراسية ان كانوا غير قادرين على مصاريف الجامعة، كذلك تجذب أعضاء هيئة التدريس ممن تميزوا في البحث العلمي، وتصرف عليهم بسخاء لتبيع منتجهم العلمي بأرقام فلكية، فمجموعة أبحاث عالم واحد في هارفارد بيعت منذ عامين بمليار دولار!
تضافرت الجهود في جامعة المنصورة لعمل أول مؤتمر دولي للعلوم؛ بحضور ممثلين من سفارات اليابان والصين وفرنسا وبريطانيا، ومندوبين من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، عرض كل منهم رغبته الصادقة في مساعدة جامعة المنصورة.
ولقد تشرفت بالقاء كلمة الافتتاح في هذا المؤتمر عن كيفية تحويل الجامعة الاقليمية الى جامعة دولية، وأعطيت مثالًا لجامعة هارفارد؛ كأكبر جامعة دولية في العالم. فوقف هذه الجامعة وصل باستثماراته الى 53 مليار دولار، وريعه يمثل 37% من دخل الجامعة الذي يصل الى 6.5 مليار دولار سنويًا، تصرف الجامعة منه حوالي 2 مليار على البحث العلمي الجاد، وتدفع 650 مليون دولار منحًا للطلاب المميزين من جميع أنحاء العالم، وتدفع كذلك نصف دخلها على استقطاب العقول الفذة من جميع أنحاء العالم، وتحافظ عليها، وتدعم أبحاثها، وتبيع براءات اختراعاتها، وتصدر من خلالهم المعرفة والبرامج لجميع أنحاء العالم. فمن رحم الجامعة، أنشأ خريجوها منذ انشائها 146 الف شركة؛ توظف حاليًا اكثر من 20 مليون شخص، بمساهمة في الاقتصاد الأمريكي تصل لحوالي 3.9 تريليون دولار! أى أكثر من الناتج القومي لدولة مثل المانيا.
لذا فلا عجب أن الباحثين فيها حصلوا على 161 جائزة نوبل في جميع فروع المعرفة. كما اهتمت الجامعة بالفنون والرياضة والآداب، فحصدت 10 جوائز أوسكار، و 108 ميدالية أوليمبية، منهم 46 ذهبية، و 29 جائزة بولتزر؛ وهى أعلى جائزة في الآداب والفنون في العالم. ومن الجامعة تخرج 8 رؤساء لأمريكا.
لقد إمتد تأثير الجامعة ليس فقط على الاقتصاد الأمريكي، ولكن على إقتصاد العديد من دول العالم، فلا تجد دولة الا وقد تعلم بعض قادتها في مجال السياسة، والاقتصاد، والتجارة، وادارة الأعمال في هارفارد. فالجامعات الدولية تدفع اقتصاد دولها بقوة شديدة، وتمنح درجة من التعليم العالي لا توازيه جامعة أخرى، وتساهم بأبحاثها في تطوير الصناعات، وتفتح آفاقًا رحبة للاستثمار، وتصدر برامجها وافكارها، وتبيع براءات اختراعاتها، وتخلق سياحة علمية كبيرة تدر دخلًا ضخمًا بالعملة الصعبة لا توازيه أى تجارة. ومصر؛ الواقعة على بوابة افريقيا والشرق الأوسط وآسيا، مؤهلة تمامًا لاحتضان أول جامعة دولية في المنطقة تدار بفكر من خارج الصندوق، وتكتفي ذاتيًا وتصدر علمها للمنطقة من حولها.
لقد سعدت جدًا بالدعوة الكريمة من رئيس جامعة المنصورة النشط والمتوهج الدكتور شريف خاطر، ونائبه للدراسات العليا وبوتقة نشاط الجامعة العلمي الدكتور طارق غلوش، لاتحدث عن المستقبل الذي ينتظر مصرنا العظيمة.
وابتهجت بمشاركة الدكتور سيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي الأسبق ورئيس مجلس امناء جامعة المنصورة الأهلية، والذي يبذل هو ومجلس الأمناء الذي أتشرف بعضويته مجهودًا كبيرًا لوضع نموذج مشرف للجامعات الأهلية يحتذى به، وكان من بين الحضور العديد من القامات العلمية لجامعة المنصورة، كالدكتور عمرو سرحان والدكتور أشرف سويلم والدكتورة ماجدة نصر والدكتور محمد الفار، والدكتور حسن عتمان. كذلك كوكبة من القيادات الجامعية الحالية والمميزة كالدكتور محمد عطية والدكتور أشرف شومة والدكتور تامر أبو السعد. كذلك الصحفي المخضرم الاستاذ حازم نصر.
وجميعهم في كنف محافظ الدقهلية، المحبوب والمتميز -أو كما اسميه المحافظ الانسان- اللواء طارق مرزوق، واستمتعت بمحاضرة رائعة يجب أن تُدرّس عن تطوير التعليم ومؤسساته، من الدكتور أحمد جمال موسى، وزير التعليم السابق.
لقد حضرت عرسًا علميًا وفريدًا في جامعة المنصورة، مفعمًا بالبهجة والأمل في مستقبل مشرق لبلدنا الحبيبة، مصر!