المعركة القادمة... من يفرض شروط اللعبة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي؟

ذكر تقرير نشره موقع "واللاه" العبرى، أن ثمة تأخر في المستوى السياسي والأمني في الرد على تصريحات حماس ورئيس الولايات المتحدة، مما يعكس عنصر المفاجأة. ووفقًا لتقديرات الجهات الأمنية، من المتوقع أن تطلق حماس سراح المحتجزين في الدفعة القادمة.
وعزز الجيش الإسرائيلي قواته على طول الحدود، استعدادًا لمواجهات عنيفة مع حماس، التي وجهت عناصرها للاستعداد للتصعيد.
ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى حركة حماس، مهددًا بأنه في حال عدم إطلاق سراح المختطفين بحلول الساعة 12:00 ظهر السبت، فسيتم إلغاء وقف إطلاق النار، مما سيؤدي إلى "انفجار الجحيم"، على حد تعبيره. هذا التصريح فاجأ المنظومة الأمنية، حيث تمكن ترامب من ممارسة ضغوط على الحكومة من جهة اليمين. في أعقاب ذلك، أصدر المجلس الوزاري الأمني تعليماته للجيش الإسرائيلي بتعبئة القوات النظامية والاحتياطية في البر والبحر والجو.
تحول قيادة الجنوب إلى وضع الدفاع.
انتقلت قيادة المنطقة الجنوبية إلى وضعية دفاعية على طول الحدود البرية والبحرية،وحدث ذلك مع تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وبعد الانسحاب من شمال القطاع ومحور نتساريم، إضافة إلى تأمين المنطقة العازلة لمواجهة أي محاولات تسلل من قبل مجموعات مسلحة.
التنبيه للإستيقاظ
بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم، وقعت أحداث عنف شملت مواجهات عنيفة ومحاولات فلسطينية لاجتياز المنطقة العازلة. التصعيد على الحدود أعاد إلى الأذهان مشاهد السابع من أكتوبر، حينما تمكن حشد فلسطيني من اختراق الأسوار. وفي غضون أقل من 24 ساعة، أعلنت حماس عبر وسائل الإعلام تعليقها لعملية إعادة الأسرى، وسط مخاوف من اختراق أمني في شمال قطاع غزة.
الاستعداد للحرب
وتشير تصريحات كبار المسؤولين العسكريين بشأن حجم تعزيز القوات النظامية والاحتياطية إلى تقليص كبير للقوات على طول الحدود. الآن، يضع قرار المجلس الوزاري الأمني كلا الجانبين أمام اختبار.
يستعد الجيش الإسرائيلي عمليًا لقتال مكثف ضد حماس، التي أعلنت بنفسها أنها وجهت عناصرها على الأرض للاستعداد للتصعيد.
الرد الإسرائيلي على تهديدات حماس يفتح المجال للمفاوضات بين الأطراف تمهيدًا ليوم السبت. يبقى السؤال ما إذا كانت إسرائيل ستقدم تنازلات أم ستتمسك بتنفيذ مراحل الاتفاق. وفقًا لتقديرات الجهات الأمنية، من المتوقع أن يؤدي الضغط إلى استجابة حماس وتسليم المحتجزين، لكن في الوقت نفسه، يجري الاستعداد لاحتمال استئناف القتال.
ماذا سيحدث يوم السبت؟
تتيح الرسالة الإسرائيلية، التي جاءت ردًا على تهديدات حماس، فرصة للأطراف لاستئناف المفاوضات قبل يوم السبت. ويبقى السؤال ما إذا كانت إسرائيل ستقدم تنازلات أم ستتمسك بتنفيذ مراحل الاتفاق. في الوقت الحالي، ترجّح الجهات الأمنية أن يؤدي الضغط إلى استجابة حماس وتسليم المحتجزين، لكن في المقابل، يجري الاستعداد لاحتمال تجدد القتال.
من هو محور الاهتمام؟
تؤكد مصادر أمنية أن التيار المتشدد داخل حماس يقوده محمد السنوار، الذي يرفض، وفقًا لتقديراتهم، أي تقدم في المفاوضات الحالية بشأن إطلاق سراح المحتجزين. وإذا حدث تقدم، فسيطالب بالإفراج عن أحد أبرز المحتجزين في السجون الإسرائيلية "حسن سلامة".
ترفض إسرائيل تمامًا إدراج اسم سلامة ضمن قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم. وعند إطلاق سراح يحيى السنوار من السجن الإسرائيلي، حرص على زيارة والدة سلامة، متعهدًا ببذل كل جهد ممكن من أجل الإفراج عنه.
ما الذي تغيّر منذ بداية القتال؟
نجحت حماس في تزويد مستودعات الغذاء في قطاع غزة، حيث تظهر عناصرها وهم يفرغون الشاحنات في الشوارع علنًا دون خوف من النهب. يستغلون هذه الإمدادات لتعزيز قوتهم ونفوذهم. كما تحول نهجهم من التخطيط لعمليات عسكرية واسعة إلى اعتماد أساليب حرب العصابات، كما تجلى في معارك كتيبة بيت حانون ضد لواء الناحل.
تستعد حماس لتقليص المساعدات الإنسانية إذا قررت إسرائيل كسر القواعد.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني حماس من نقص حاد في الذخائر ووسائل القتال التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، لكنه نجح في إعادة بناء جزء من البنية التحتية لإنتاج الأسلحة، وتحديد مواقع البنية التحتية تحت الأرض التي لم يتم تدميرها وإعادة تأهيلها جزئيًا. صحيح أن ذلك ليس بنفس النطاق كما كان في الماضي، لكنه يكفي ليكون ملاذًا لقادته.
تمكنت حماس من جمع الأسلحة وتنظيمها ضمن تشكيلات عسكرية صغيرة، كما استطاعت العثور على قنابل غير منفجرة تابعة لسلاح الجو وتحويلها إلى عبوات ناسفة. بالإضافة إلى ذلك، استغلت الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتجنيد أعداد كبيرة من الشباب غير المدربين على استخدام الأسلحة والتكتيكات العسكرية مقابل رواتب.
جاهزية الجيش الإسرائيلي:
التغيير الرئيسي في الجيش الإسرائيلي هو الدعم غير المشروط من الإدارة الأمريكية للقتال المكثف ضد حماس، بكل ما يترتب على ذلك: دعم سياسي، دعم عسكري من خلال بيع الذخائر، ونقل الجرافات.
التهديدات القادمة من اليمن:
حذر الحوثيون من شن هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على الداخل الإسرائيلي في حال استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة. وردًا على ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بتحديث قائمة أهدافه ضد الجماعة في اليمن، كما عزز تعاونه مع التحالف العسكري، خاصة مع القيادة المركزية الأمريكية ، في مجالي الدفاع والهجوم.
المخاطر:
يشكل القتال العنيف تهديدًا مباشرًا لحياة المحتجزين، الذين يعتبرون أهم وسيلة ضغط تمتلكها حماس. كما أنه قد يعرض المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى للخطر.