عاجل

مزاعم ترامب عن انخفاض الأسعار تصطدم بالحقائق والبيانات الرسمية

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

خلال الأسبوع الماضي، أطلق الرئيس دونالد ترامب عدة مزاعم غير دقيقة بشأن انخفاض أسعار السلع اليومية، مثل البنزين والمواد الغذائية، منذ بداية ولايته، رغم أن المستهلكين الأمريكيين بدأوا بالفعل في تحمل تكاليف إضافية نتيجة الزيادات الجمركية التي فرضتها إدارته.

ادعاءات باطلة

ورغم إشادة ترامب مرارًا بإنجازاته الاقتصادية خلال لقاءاته الإعلامية، إلا أن ادعاءاته المتعلقة بانخفاض غير مسبوق في أسعار البنزين، وتراجُع أسعار النفط والسلع الغذائية، تفتقر إلى الأدلة وتحتوي على مبالغات وتضليل.

<span style=
ادعاءات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب 

 سعر البنزين

في 22 أبريل، قال ترامب: "أرى أن هناك ولايتين وصل فيهما سعر البنزين إلى 1.98 دولارًا للغالون. لم يكن أحد يتوقع ذلك منذ سنوات".

وكرر ترامب هذا الادعاء في عدة مناسبات، زاعمًا أن أسعار البنزين تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ ولايته الأولى. إلا أن هذه المزاعم لا تستند إلى الواقع؛ إذ تُظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة أن متوسط سعر البنزين العادي على المستوى الوطني بلغ نحو 3.14 دولارات للغالون خلال الأسبوع الثالث من أبريل، أي أعلى بقليل من مستواه عند بداية ولايته في يناير (3.11 دولارات).

كما نفت شركة "GasBuddy"المتخصصة في تتبع أسعار الوقود، وجود أي محطة وقود في الولايات المتحدة تبيع البنزين بسعر 1.98 دولارًا خلال أبريل، مشيرة إلى أن أقل سعر تم رصده كان 2.19 دولارًا للغالون في تكساس.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تأكيد الرئيس أن أسعار البنزين حالياً في أدنى مستوياتها منذ ولايته الأولى غير صحيح، إذ كانت الأسعار أقل خلال الأشهر الستة الأولى من إدارة الرئيس جو بايدن.

تراجع أسعار النفط

في 24 أبريل، صرح ترامب بأن أسعار الطاقة تراجعت إلى نحو 64 دولارًا للبرميل، مقارنة بنحو 89 إلى 95 دولارًا عند توليه المنصب.

وبحسب بيانات شركة "FactSet"، فإن سعر خام برنت – وهو المعيار العالمي – بلغ بالفعل نحو 64 دولارًا في 28 أبريل، وهو ما يتوافق مع تصريحات ترامب. غير أن السعر الذي ذكره لفترة بداية ولايته مبالغ فيه؛ فقد كان سعر خام برنت آنذاك حوالي 80 دولارًا، وليس 89 أو 95 كما قال.

وتُشير تقارير إدارة معلومات الطاقة إلى أن جزءًا من هذا التراجع في الأسعار يُعزى إلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في أوائل أبريل، إضافة إلى إعلان أوبك عن نيتها زيادة الإنتاج، ما ضغط على الأسعار عالميًا.

<span style=
ادعاءات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب 

انخفاض أسعار البقالة

قال ترامب في 17 و24 أبريل: "أسعار البقالة والغذاء انخفضت"، إلا أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس تُظهر ارتفاع أسعار البقالة بنسبة 0.49% مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 2.4% على أساس سنوي.

ورغم أن بعض السلع، مثل الخضروات الطازجة، سجلت تراجعًا بنسبة 1.1% في مارس و1.7% في فبراير، وفقًا لتقرير وزارة الزراعة الأمريكية، فإن أسعار سلع أخرى – مثل اللحوم والدواجن والبيض والمشروبات – ارتفعت خلال الفترة ذاتها.

ويُتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة، التي بلغت 10% على معظم الواردات وارتفعت إلى 145% على واردات من الصين، إلى زيادات مستقبلية في أسعار بعض المواد الغذائية، منها القهوة والشوكولاتة، ما قد ينعكس في بيانات أبريل المنتظرة صدورها في الأسابيع المقبلة.

انخفاض أسعار البيض 

قال ترامب في 24 أبريل، بعد تنظيم فعالية بيض عيد الفصح في البيت الأبيض: "انخفضت أسعار البيض بنسبة 87%، وهذا إنجاز رائع".

لا يُعرف ما إذا كان ترامب يشير إلى أسعار الجملة أو التجزئة، لكن البيانات تُظهر أن أسعار البيض بالجملة – التي تدفعها الشركات الكبرى – انخفضت بنحو 52% منذ بداية ولايته الثانية، وليس 87% كما زعم.

أما على مستوى التجزئة، فلا تزال الأسعار مرتفعة، حيث بلغ متوسط سعر دزينة البيض 6.23 دولارات في مارس، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق البالغ 5.90 دولارات في فبراير، وفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل.

وتشير وزارة الزراعة إلى أن انخفاض الأسعار في الأسواق الكبرى قد يستغرق حتى ثلاثة أسابيع حتى ينعكس على المستهلكين. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يبدأ هذا الانخفاض بالظهور في بيانات أبريل، المقرر صدورها في 13 مايو المقبل.

تم نسخ الرابط