مصائب الرئيس الأمريكي
5 أخطاء ارتكبها ترامب في أول 100 يوم لدخوله البيت الأبيض .. تفاصيل

منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، شهدت شعبية الرئيس دونالد ترامب تراجعًا سريعًا، لا سيما مع الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة التي كان لها وقع سلبي كبير.
5 أخطاء ارتكبها دونالد ترامب
وعلى الرغم من أن ترامب لا يزال يحتفظ بدعم قوي من قاعدته الانتخابية ونفوذ واسع داخل الحزب الجمهوري، فإن سلسلة من القرارات والمواقف المثيرة للجدل قد أثارت انتقادات واسعة وأضرت بمكانته، سواء لدى خصومه أو بعض مؤيديه السابقين.
الرسوم الجمركية في "يوم التحرير"
أثار قرار ترامب المفاجئ في 2 أبريل بفرض رسوم جمركية كبيرة على عشرات الدول صدمة في الأسواق العالمية، وقد أُطلق على هذا اليوم اسم "يوم التحرير"، لكن سرعان ما تبين أنه قد يكون من أكثر خطواته السياسية ضررًا.
ترامب كان دائمًا معارضًا لاتفاقات التجارة التي يراها غير عادلة، وتلقى الدعم من مستشارين مثل بيتر نافارو وستيف بانون للمضي قدمًا في هذه الخطوة، إلا أن تداعيات القرار كانت فورية وسلبية.
والهدف من هذه الرسوم لم يكن واضحًا؛ ففي بعض الأحيان اعتبرها ترامب وسيلة لإحياء الصناعة الأمريكية، وفي أحيان أخرى كوسيلة ضغط للحصول على صفقات تجارية أفضل، لكن بعد تسعة أيام فقط، وتحت ضغط الأسواق، اضطر ترامب لتعليق جزء كبير من هذه الرسوم مؤقتًا لمدة 90 يومًا.
وبينت استطلاعات الرأي بوضوح مدى الضرر الذي ألحقه هذا القرار بصورته الاقتصادية: 58% من الناخبين عبروا عن رفضهم لطريقة تعامله مع الرسوم الجمركية، و56% أعربوا عن عدم رضاهم عن أدائه الاقتصادي بشكل عام.

تسليط الأضواء والسلطة على إيلون ماسك
إيلون ماسك، الذي أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية، أصبح شخصية بارزة في إدارته، خاصة من خلال دوره كمشرف فعلي على "وزارة كفاءة الحكومة".
وجود ماسك في هذا الدور أثار استياءً واسعًا، فقد بينت استطلاعات رأي أن 57% من الأمريكيين لا يوافقون على دور ماسك في الإدارة، في حين أن 55% ينظرون إليه بشكل سلبي عمومًا، وخاصة بين المستقلين.
وقد واجه ماسك أيضًا صدامات مع شخصيات بارزة في الإدارة مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة، ووزير النقل، ما ساهم في تضاؤل دوره مؤخرًا بعد إخفاقه في تمرير أحد مرشحيه للمحكمة العليا في ولاية ويسكونسن.
بالتالي، فإن إشراك ماسك بهذا الشكل لم يكن له أي فائدة تُذكر لترامب، بل ربما زاد من الأعباء السياسية عليه.
الموقف المتشدد من ترحيل المهاجرين
رغم أن ملف الهجرة كان أحد أبرز القضايا التي اعتمد عليها ترامب في حملته ضد كاملا هاريس، فإن موقفه المتشدد تجاه الترحيل أضعف من شعبيته بين شرائح مختلفة من الناخبين.
وأظهر استطلاع رأي أن ترامب نال نسبة تأييد جيدة في ملف أمن الحدود (55%)، لكن نسبة التأييد انخفضت بشكل ملحوظ عندما تعلق الأمر بالهجرة (47%) والترحيل (45%).
وهناك قضيتان بارزتان أثارتا الجدل، الأولى تتعلق باستخدام قانون قديم من عام 1798 يُعرف بـ"قانون الأعداء الأجانب" لتسريع ترحيل مهاجرين، خاصة من فنزويلا، والثانية تخص ترحيل رجل يُدعى كيلمار أبريغو غارسيا رغم وجود أمر من محكمة الهجرة يمنع ترحيله.

الانغماس في "الحروب الثقافية" والصراعات الشخصية
خلال فترة قصيرة، دخل ترامب في نزاعات عديدة أثارت الاستغراب والجدل، فقد سعى لسحب التصاريح الأمنية من مكاتب محاماة مثلت خصومه، وهاجم جامعات كبرى مثل كولومبيا وهارفارد متهمًا إياها بالتقاعس عن مكافحة معاداة السامية، ما اعتبره البعض تدخلًا في حرية التعليم.
كما أقال مفتشين عامين في عدة وزارات، وأوعز إلى وزارة العدل بالتحقيق مع شخصيات سبق أن انتقدته خلال ولايته الأولى، وكل هذه التحركات أثارت قلقًا واسعًا بشأن استغلال السلطة.
وأظهر استطلاع للرأي أن 54% من الأمريكيين "لا يثقون" بأن ترامب سيتعامل بمسؤولية مع صلاحياته الرئاسية، كما عبر 69% من المشاركين في استطلاع آخر عن اعتقادهم أن إدارة ترامب لا تُركز بما فيه الكفاية على خفض الأسعار، ما يُظهر فجوة بين ما يريده الناس فعليًا وما يفعله الرئيس.
إلقاء اللوم على أوكرانيا في غزو روسيا
في واحدة من أبرز لحظات السياسة الخارجية خلال فترته الجديدة، وبخ ترامب ونائبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في البيت الأبيض، مشيرين إلى أن الأخير لم يُظهر الامتنان الكافي للدعم الأمريكي بعد الغزو الروسي.
وفي وقت لاحق، عاد ترامب وألمح مجددًا إلى أن أوكرانيا تتحمل جزءًا من المسؤولية، قائلاً: "لا يمكنك أن تبدأ حربًا مع دولة أكبر منك بعشرين مرة ثم تتوقع أن تحصل على المساعدة".
هذه التصريحات أثارت الكثير من الانتقادات، خاصة مع استمرار الانقسام داخل الولايات المتحدة بشأن مستوى الدعم الذي يجب أن يُقدّم لأوكرانيا، ورغم أنه بات أكثر صراحة في نقد بوتين مؤخرًا، فإن تصريحاته بشأن كييف أضعفت موقفه الأخلاقي في هذا الملف المعقد.