وزير الخارجية: مصر تدعم السودان رغم التحديات الاقتصادية الصعبة

أكد وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، أن الأزمة السودانية تمثل واحدة من أصعب التحديات الإنسانية في المنطقة، مشددًا على أن موقف مصر تجاه السودان ثابت وأصيل، حيث يعتبر واجبًا أخلاقيًا وقوميًا لا يحتمل الحياد، رغم التحديات التي تواجهها البلاد على مختلف الأصعدة.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار" على قناة "النهار" مع الإعلامي خالد أبو بكر، أوضح "عبد العاطي" أن مصر تتحرك بدافع إنساني وتاريخي لدعم الأشقاء في السودان. وأكد أن الروابط بين البلدين تتجاوز العلاقات الدبلوماسية لتشمل أواصر الدم والتاريخ والجغرافيا.
وأشار إلى أن مصر، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها، لم تتردد في تقديم الدعم والمساعدات للشعب السوداني، انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأن ما يحدث في السودان يمثل تهديدًا مباشرًا لأرواح المدنيين واستقرار المنطقة بشكل عام.
لقاء السيسي والبرهان
وفي استعراضه للعلاقات الثنائية، نوّه وزير الخارجية إلى الزيارة التي قام بها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى القاهرة، والتي وصفها بأنها تحمل طابعًا وديًا عميقًا، وتعكس عمق ومتانة العلاقة بين القيادتين والشعبين.
وأكد أن اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والبرهان جاء في توقيت بالغ الأهمية، وأثبت أن القاهرة لا تزال تُعد الحاضن السياسي والداعم الإقليمي الأول للخرطوم في ظل الأزمة المشتعلة هناك.
موقف مصري إنساني
وقال "عبد العاطي" إن دعم مصر للسودان لا تحركه المصالح السياسية الضيقة، بل ينبع من إيمان عميق بضرورة حماية الإنسان العربي من الانهيار والتشرد والجوع، مضيفًا أن القاهرة تضع البعد الإنساني فوق كل اعتبار في تعاملها مع الأزمات الإقليمية.
وأشار وزير الخارجي إلى أن مصر تنظر إلى الشعب السوداني كامتداد طبيعي للمجتمع المصري، ولا يمكن أن تقف متفرجة على معاناته، خصوصًا في ظل تصاعد أعمال العنف، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين.

التزام عربي وإقليمي
وختم عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل دائمًا في مقدمة الصفوف التي تسعى لاحتواء الأزمات الإنسانية في العالم العربي، مضيفًا أن الأزمات الجيوسياسية المحيطة من مختلف الاتجاهات الجغرافية لم تؤثر على دور القاهرة المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي.
وشدد على أن الموقف المصري الثابت تجاه السودان يعكس رؤية استراتيجية طويلة الأمد تقوم على حماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن مصالح الشعوب، وتعزيز التضامن الإقليمي في مواجهة التحديات الكبرى.