وزير الخارجية: لا ضغوط على مصر لتهجير الفلسطينيين وموقفنا ثابت

في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، أكد وزير الخارجية المصري، السفير بدر عبد العاطي، أن مصر لم ولن تتعرض لأي ضغوط دولية لقبول تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن الموقف المصري واضح وثابت كما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي: لا مشاركة مصرية في أي ظلم يُمارس ضد الشعب الفلسطيني، تحت أي مسمى أو ظرف.
خط أحمر
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، أوضح عبد العاطي أن مصر ترفض تمامًا جميع أشكال التهجير، سواء كانت قسرية أو طوعية، مؤقتة أو دائمة، معتبرًا أن أي محاولة لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم هي انتهاك صريح لحقوقهم التاريخية والسياسية.
وأضاف أن التمسك ببقاء الفلسطينيين على أرضهم يمثل جوهر القضية الفلسطينية، وأن الحديث عن تهجير حتى لو بدا طوعيًا، لا يمكن فصله عن محاولات إسرائيلية ممنهجة لخلق بيئة طاردة تجعل استمرار الحياة مستحيلًا داخل الأراضي المحتلة.
انتهاكات يومية
وتطرق الوزير إلى الانتهاكات اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، من استهداف المدنيين والتجويع وتدمير البنى التحتية، بما فيها المستشفيات ومراكز الإغاثة الدولية، مشيرًا إلى أن هذه السياسات ترمي إلى خلق واقع قهري يجبر السكان على النزوح والرحيل، وهو ما يشكّل في حقيقته تهجيرًا قسريًا مقنعًا تحت غطاء الظروف الإنسانية.
وحذر عبد العاطي من خطورة التغاضي الدولي عن هذه الانتهاكات، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لاحترام القانون الدولي الإنساني، وعدم السماح بتمرير مخططات من شأنها أن تقوّض فرص السلام والاستقرار.
موقف مصري أردني
وأكد الوزير أن مصر والأردن تتعاملان مع هذا الملف باعتباره "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه، مشيرًا إلى أن أي مساعٍ لتهجير الفلسطينيين تُعد خرقًا صارخًا للمواثيق الدولية، وتستدعي ردًا عربيًا موحّدًا.
وقال عبد العاطي إن الموقف المصري لا يقبل المساومة ولا التراجع، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، مضيفًا أن القاهرة تؤمن بضرورة وجود تحرك عربي مشترك للتصدي لأي محاولات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض تغييرات ديموغرافية قسرية.
قضية أمن قومي
وفي ختام تصريحاته، شدد وزير الخارجية على أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب السياسة الخارجية المصرية، باعتبارها قضية أمن قومي عربي، ولن تتخلى مصر عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وشدد على أن التضامن العربي وتكامل الجهود الإقليمية والدولية هو الطريق الوحيد لمنع مخاطر التهجير، وإنقاذ ما تبقى من أمل في تحقيق حل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.