خرجت طبيبين ومحامي.. أم ولاء تتحدى الصعاب وتقود شاحنة بحثًا عن لقمة العيش |صور

ترتبط خيوط العادات والتقاليد مع صلابة وقوة نسائه، تبرز قصة أم ولاء، الأربعينية القادمة من قرية تلة بمحافظة المنيا، لتسجل اسمها بحروف من نور في سجلات الكفاح والعطاء، لم تتردد أم ولاء لحظة في اقتحام مهنة لطالما حكرت على الرجال، لتصبح أول سيدة في صعيد مصر تحصل على رخصة قيادة مهنية لشاحنة نقل أسطوانات الغاز، وذلك بموافقة خاصة من وزارة التضامن الاجتماعي، سعيًا وراء توفير حياة كريمة لأبنائها الذين باتوا اليوم طبيبين ومحاميًا.

"طول عمري شقيانة على ولادي، مكنش فيه شغل حكومة ومكانش فيه غير دي الفرصة قدامي"، بهذه الكلمات البسيطة والمليئة بالعزيمة، بدأت أم ولاء حديثها لـ "نيوز رووم"، لتكشف عن الدافع القوي الذي قادها لخوض هذه التجربة الفريدة، لم تلتفت إلى نظرات الاستغراب أو تعليقات البعض، بل وضعت نصب عينيها هدفًا واحدًا وهو مستقبل مشرق لأبنائها.
لم تكن رحلة أم ولاء مفروشة بالورود، فقد واجهت العديد من التحديات والصعاب في مجتمع قد يرى في قيادة المرأة لشاحنة نقل غاز أمرًا غير مألوف، إلا أن إصرارها وعزيمتها الصلبة تغلبت على كل العقبات، وبدعم من زوجها وتشجيع أبنائها، استطاعت أن تتعلم القيادة بمهارة فائقة وتحصل على الرخصة المهنية التي مكنتها من العمل في هذا المشروع.

بينما اليوم تقف أم ولاء شامخة بجانب شاحنتها، تجوب طرقات المنيا لتوزيع أسطوانات الغاز، وبين كل توصيلة وأخرى، تتذكر سنوات الكفاح والسهر والتعب التي بذلتها من أجل تربية أبنائها وتعليمهم، والفخر يملأ قلبها وهي ترى ثمرة جهدها، طبيبان يخدمان مجتمعهما ومحامٍ يدافع عن الحق، لكن طموحات أم ولاء لم تتوقف عند هذا الحد، ففي قلبها حلم آخر يراودها منذ سنوات طويلة وهو زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج.
"نفسي ربنا يكرمنا وأزور بيت الله، ده كل اللي بتمناه بعد ما ربنا كرمني وولادي كبروا وبقوا سند وضهر" تقول أم ولاء بعينين تلمعان بالأمل والإيمان.
قصة أم ولاء ليست مجرد حكاية عن امرأة تعمل في مهنة شاقة، بل هي قصة عن أم مصرية أصيلة تجسد معنى التضحية والعطاء، وتؤكد أن قوة الإرادة وحب الأبناء يمكن أن يذللا أصعب العقبات ويفتحا آفاقًا لم تكن في الحسبان، إنها نموذج للمرأة المعيلة المكافحة التي تستحق كل التقدير والاحترام، وتلهمنا جميعًا بالسعي نحو تحقيق أحلامنا مهما كانت التحديات.