إسرائيل هيوم: حماس تدرس نزع السلاح ومغادرة قياداتها لقطاع غزة وانقسام داخلي

كشف مسؤول فلسطيني رفيع، في تصريحات لصحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، أن حركة "حماس" أبدت انفتاحًا مبدئيًا على مناقشة مطالب إسرائيلية تتعلق بنزع سلاحها ومغادرة قياداتها لقطاع غزة، مقابل وقف الحرب المستمرة منذ أشهر. وأوضح المصدر، المقرب من دوائر القرار داخل الحركة، أن التفويض ببحث هذه المطالب منح لممثلي حماس في الخارج، رغم وجود اعتراضات واضحة من الجناح العسكري بقيادة محمد السنوار.

الجناح العسكري يعارض.. لكن المفاوضات مستمرة

وبحسب المصدر ذاته، فإن السنوار لا يرى ضرورة للقبول بشروط إسرائيلية قاسية، إذ يعتقد أن تل أبيب قد تجد نفسها مضطرة إلى وقف إطلاق النار نتيجة عوامل داخلية، منها التوترات السياسية والاحتجاجات، فضلًا عن استنزاف القوات العسكرية. وأشار التقرير إلى أن حماس قدمت مقترحات بديلة، مثل بقاء عناصر مسلحة خاضعة لإشراف الشرطة الفلسطينية داخل غزة، غير أن هذه الطروحات رفضتها إسرائيل.

دعم أمريكي وضغوط عسكرية تغيّر الحسابات

في سياق متصل، ذكرت مصادر دبلوماسية أمريكية وعربية للصحيفة العبرية ذاتها أن هناك "تقدمًا ملحوظًا" في مسار التفاوض، في ظل دفع أمريكي باتجاه تسوية دائمة، وليس مجرد هدنة مؤقتة. ويأتي هذا التحول تماشيًا مع تعليمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم استمرار الخلافات بشأن توقيت إطلاق سراح الرهائن، وأعداد الأسرى الفلسطينيين المفترض الإفراج عنهم، إضافة إلى استئناف إمدادات المساعدات.

تسوية ممكنة.. ولكن بشروط

وفق التقرير، فإن تصاعد الضغط العسكري الإسرائيلي، وقطع الإمدادات عن القطاع، بجانب التأييد الأمريكي الحاسم، ساهم في إعادة تقييم الموقف من جانب قيادة حماس في الخارج، التي باتت تنظر بشكل أكثر جدية في شروط إنهاء الحرب. ومع ذلك، يظل الانقسام الداخلي داخل الحركة، خاصة بين القيادة السياسية والعسكرية، عائقًا أمام أي اتفاق نهائي.

تغير في نبرة الخطاب السياسي لحماس

يُعد استعداد قيادة "حماس" في الخارج لبحث مسألة نزع السلاح ومغادرة القادة سابقة سياسية نادرة في تاريخ الحركة، التي تمسكت على مدار العقود الماضية بخيار "المقاومة المسلحة". ويعكس هذا التغير المحتمل في الموقف قراءة استراتيجية جديدة للواقع الإقليمي والدولي، في ظل ما تعتبره الحركة اختلالًا في موازين القوى لصالح إسرائيل، خصوصًا مع استمرار الغطاء الأمريكي للعمليات العسكرية.