عرض استثماري غير مسبوق رغم العقوبات
إيران عرضت على ترامب تريليون دولار لإحياء الاتفاق النووي

في خطوة غير معتادة، كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن إيران عرضت اقتصادها، رغم الخضوع لعقوبات قاسية، كفرصة استثمارية كبرى للولايات المتحدة، تقدر بنحو تريليون دولار، في إطار سعيها لإحياء الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ووفق التقرير، يسعى كبار المسؤولين الإيرانيين إلى إقناع واشنطن بأن التعاون الاقتصادي قد يكون بوابة لاتفاق دائم أكثر قوة من اتفاق عام 2015، الذي انسحب منه ترامب في ولايته الأولى. وترتكز الاستراتيجية الإيرانية على تقديم النفط والغاز وصناعة الطاقة كقطاعات واعدة للاستثمار الأمريكي، مقابل رفع العقوبات الأساسية.
عراقجي: إيران تملك سوقًا واعدة للشركات الأمريكية
وفي هذا السياق، كتب عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، مقالًا بصحيفة "واشنطن بوست"، دعا فيه إلى اتفاق جديد يُتيح للشركات الأمريكية دخول سوق تقدر قيمتها بتريليون دولار، في دولة تمتلك بعضًا من أكبر احتياطيات النفط والغاز عالميًا، ويبلغ عدد سكانها نحو 90 مليون نسمة.
وأشار عراقجي إلى أن بلاده لا تبحث فقط عن رفع العقوبات، بل تسعى لتدشين مرحلة تعاون اقتصادي شامل، قد تُغيّر من طبيعة العلاقة بين طهران وواشنطن.
تحديات الاستثمار: الفساد، العقوبات، وردود الفعل
رغم الطموحات الإيرانية، يبرز عدد من التحديات التي قد تعيق جذب الاستثمار الأمريكي، أبرزها استمرار العقوبات الأساسية، وتوسع نفوذ الدولة داخل الاقتصاد، إضافة إلى ضعف النظام المصرفي وغيابه عن المعايير الدولية للإقراض.
كما تواجه الشركات المحتملة للاستثمار في إيران احتمال ردود فعل عنيفة من تيارات أمريكية وإسرائيلية مناهضة لأي تقارب مع طهران.
أزمة طاقة داخلية وسعي لتغطية فجوة الـ135 مليار دولار
وأفاد تقرير "بلومبرج" بأن إيران تسعى لجذب استثمارات لتغطية فاتورة تبلغ 135 مليار دولار لإصلاح قطاع الطاقة المتداعي، خاصة بعد سنوات من تراجع صادرات النفط، وانسحاب الشركات الأجنبية، وتدهور سعر العملة، وصولًا إلى أزمات متكررة في الوقود والكهرباء.
مقارنة باستراتيجية روسية مشابهة
ولفت التقرير إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تحاكي إلى حد ما النهج الروسي في مفاوضاتها مع الغرب بشأن أوكرانيا، حيث يتم طرح فرص التعاون الاقتصادي كأداة ضغط وتفاوض سياسي.
ورغم أن هذه الرؤية الإيرانية الطموحة تواجه تحديات واقعية كبيرة، إلا أنها تعكس تحولا في خطاب طهران السياسي، من المواجهة المباشرة إلى طرح شراكة اقتصادية كمدخل لتسوية قد تنهي سنوات من التوتر في الشرق الأوسط.