إسبانيا تحقق في «تخريب إلكتروني» وراء انقطاع الكهرباء فى أوروبا

أطلقت السلطات القضائية الإسبانية، الثلاثاء، تحقيقًا رسميًا في "احتمال وقوع عملية تخريب إلكتروني" استهدفت البنية التحتية للطاقة، وذلك عقب انقطاع واسع للتيار الكهربائي ضرب إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا، في واحدة من أسوأ حوادث الشبكة خلال السنوات الأخيرة.
وأصدر قاضي المحكمة الوطنية العليا، خوسيه لويس كالاما، أمرًا بفتح التحقيق، مؤكدًا أن "الإرهاب الإلكتروني" لا يزال أحد السيناريوهات المطروحة، رغم نفي شركة تشغيل الكهرباء الإسبانية فرضية الهجوم السيبراني بشكل قاطع في وقت سابق، بحسب ما نشرته صحيفة «ذا صن». البريطانية.
بحسب تقرير مبدئي صادر عن شركة "ريد إليكتريكا دي إسبانيا"، تم تسجيل ثلاث "أحداث كهربائية غير عادية" خلال ثوانٍ معدودة ظهيرة يوم الإثنين، بدأت بفقدان مفاجئ لقدرات التوليد، تلاه اضطراب في الاتصال مع الشبكة الفرنسية، ما تسبب بانهيار كامل في المنظومة.
تحقيق موازٍ في بريطانيا
وفي تطور موازٍ، أفادت تقارير بريطانية بأن مشغلي شبكة الطاقة في المملكة المتحدة رصدوا "نشاطًا غير معتاد" في التردد الكهربائي، تزامن مع التوقيت ذاته. وشملت الأعطال توقفًا مفاجئًا لمحطة "كيدبي 2" للغاز، إضافة إلى خلل في رابط "فايكينغ لينك" الكهربائي بين بريطانيا والدنمارك.
خلفيات أمنية واحتمالات روسية
الحادثة أعادت إلى الأذهان سلسلة هجمات إلكترونية نُسبت إلى روسيا، استهدفت سابقًا بنى تحتية في ألمانيا، والتشيك، والنرويج، وسط تحذيرات استخباراتية أوروبية متكررة بشأن نوايا موسكو لتعطيل القطاعات الحيوية عبر "الفضاء السيبراني".
ورغم طرح فرضية "حدث جوي نادر" من قبل الشبكة البرتغالية، يرجح رئيس إقليم الأندلس، خوانما مورينو، أن الهجوم كان "متعمدًا ومدروسًا".
تداعيات واسعة على الأرض
عقب الانقطاع المفاجئ، تعطلت حركة القطارات في مدريد، وتم إجلاء محطات المترو، وأُلغيت العمليات الجراحية في بعض المستشفيات. كما شهدت حركة الطيران انخفاضًا كبيرًا، ما أجبر مطار لشبونة على تعليق جميع الرحلات لعدة ساعات، وأدى إلى تعليق مباريات رياضية كبرى مثل بطولة مدريد المفتوحة للتنس.
ورغم استعادة الخدمة تدريجيًا، شددت الحكومة الإسبانية من جانبها، على أهمية تحديد المسؤولين عن هذا الحادث، مؤكدة أن “تجاوز الأزمة لا يعني غضّ الطرف عن مسبباتها، مع التشديد على ضرورة كشف الحقائق".