«منتصر المرجي».. المرشد الذي أصبح مزارًا سياحيًا ونموذجاً للكرم الصعيدي

أشادت الإعلامية سهير جودة بتجربة فريدة يقدمها المرشد السياحي منتصر المرجي، ابن محافظة قنا، الذي لم يكتفِ بدوره الإرشادي التقليدي، بل تحوّل إلى رمز حي للضيافة المصرية الأصيلة، بعدما بات منزله محطة سياحية يقصدها الزائرون، لما يعكسه من روح الكرم والبساطة والانتماء.
من مرشد إلى مزار
خلال تقديمها لبرنامج "الستات" على قناة النهار، قالت سهير جودة إن منصر المرجي لا يُعد مجرد مرشد سياحي، بل هو "مزار بشري" يجسّد روح مصر الحقيقية، إذ يتحدث بثلاث لغات بطلاقة، ويستقبل السياح في منزله المتواضع بصعيد مصر، ويُقدّم لهم تجربة لا تُنسى من الأطعمة المنزلية والأجواء الدافئة.
وأكدت أن هذا السلوك الفريد لا ينبع من واجب مهني فحسب، بل هو تعبير عن قيم الكرم الفطري التي يتميز بها الصعيد، وروح المحبة التي تستقر في قلب الإنسان المصري الأصيل.
سفراء المائدة المصرية
وتطرّقت الإعلامية إلى تفاصيل الضيافة التي يُقدمها منصر لزواره، موضحة أنه يدعو الفوج السياحي المرافق له إلى تناول أكلات مصرية شعبية شهيرة مثل المحشي، والملوخية، والويكا، والبط، وهي أطعمة يتم إعدادها من قِبل أهل منزله، في مشهد يعكس الأصالة العائلية وتكافل المجتمع الصعيدي.
وأشارت إلى أن هذه الوجبة البسيطة تُصبح تجربة ثقافية متكاملة، يتذوق فيها السائح طعم الأرض والناس، ويشعر بالانتماء إلى تفاصيل مصر الحقيقية بعيدًا عن الفنادق الفاخرة والبرامج النمطية.
المواطن سفير بلاده
سلّطت سهير جودة الضوء على الرسالة الأعمق من هذه التجربة، قائلة إن منصر المرجي يُقدم نموذجًا فعليًا لما يجب أن يكون عليه السفير الشعبي غير الرسمي لبلده، حيث يقوم بالترويج لمصر عبر سلوكه وصفاته، وليس فقط من خلال المعلومات أو الجولات الرسمية.
وأضافت: "الهدف الحقيقي مما يفعله منصر هو الترويج السياحي بشخصه وسيرته وكرمه، وهو ما يعكس صورة راقية عن مصر وشعبها"، مؤكدة أن السائح لا ينسى لحظة الضيافة والتواضع والمحبة التي يستشعرها في بيت مصري أصيل.

رسالة للجيل الجديد
واختتمت الإعلامية حديثها بدعوة الشباب إلى الاقتداء بتجربة منصر المرجي، معتبرة أنه مثال ملهم على كيف يمكن للمواطن البسيط أن يكون له دور كبير في دعم السياحة وتغيير الصورة النمطية عن بلده.
وشددت أن هذه المبادرات الفردية الصادقة قد تفوق في أثرها الحملات الترويجية التقليدية، لأنها قائمة على الحس الإنساني والانطباع الحقيقي، داعية الجهات المعنية إلى تسليط الضوء على هذه النماذج وتكريمها لما تقدمه من خدمة وطنية من نوع خاص.