عاجل

معايير نبوية لاختيار الصحبة .. دليل لبناء صداقات ترتقي بك

 اختيار الصديق الصالح
اختيار الصديق الصالح

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتطغى فيه العلاقات السطحية والافتراضية، بات العثور على الصديق الصالح أشبه بالبحث عن جوهرة نادرة. فالصداقة الحقيقية لا تُبنى على المصالح المؤقتة أو الصحبة العابرة، بل على القيم المشتركة والمواقف التي تكشف معادن النفوس.

النبي محمد ﷺ، كعادته في تقديم الهدي النبوي الشامل، أولى الصحبة أهمية كبرى، واضعًا معايير دقيقة لمن يحق لنا أن نصاحبه، لما للصحبة من أثر بالغ في تشكيل الشخصية وتوجيه السلوك بل وتحديد المصير.

الصاحب مرآة

أول ما يُنظر إليه في الصديق، وفق السنة النبوية، هو التزامه الديني وخلقه الحسن. ليس المقصود التشدد أو الظاهر فقط، بل أن يكون الصديق مَن يذكّرك بالله، لا مَن يسهّل عليك المعاصي. فمن يُقربك من الصلاة، ويبعدك عن الغيبة والنميمة، هو رفيق طريقك الحقيقي.

الدين والخلق

أهم معيار نبوي لاختيار الصديق هو الدين، أي أن يكون الشخص ملتزمًا بتعاليم الإسلام في أقواله وأفعاله، مصحوبًا بحسن الخلق. فالخلق الحسن علامة الإيمان، والصديق السيئ قد يُزين لك المعاصي ويُهون عليك الذنوب، راقب صديقك، هل يُقربك من الصلاة؟ هل يُذكّرك بالله؟ أم يُغرقك في الغيبة والنميمة والمخالفات؟

الأمانة والصدق

من أبرز الصفات التي شدد عليها الإسلام في الصحبة، أن يكون الصديق أمينًا على أسرارك، صادقًا في قوله، لا يُنافقك ولا يُجامل على حساب الحق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، اختر من يُشاركك الحق ولو كان على نفسه، لا من يزيف الحقيقة لإرضائك مؤقتًا.

الإيجابية والدفع نحو الخير

الصديق الصالح يدفعك للأفضل، يُحفزك على طلب العلم، يجعلك تُحب العبادات، ويرى في نجاحك فرحة له، وليس غيره أو تنافسًا، الصديق الذي يفرح بنجاحك ويُذكّرك بالتطور الدائم هو من تستحق أن تُبقيه في حياتك.

الوفاء في الشدة قبل الرخاء

أثبتت التجارب أن الصديق الحقيقي لا يظهر فقط في أوقات الفرح، بل يثبت وجوده في الأزمات والمواقف الصعبة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وفيًا لصديقه أبو بكر رضي الله عنه في المواقف كلها، حتى قال: "لو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلًا".

اجتناب رفقة أهل السوء

الابتعاد عن أصحاب السلوكيات السلبية كان أحد توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد شبّه الصديق السيئ بنافخ الكير، الذي إما أن يُحرقك أو يُصيبك من رائحته، فقال: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير..." [رواه البخاري].

المبادئ المشتركة والتفاهم

الاختلاف أمر طبيعي، لكن الصداقة لا تستقيم دون حد أدنى من التفاهم في المبادئ والقيم. فالنبي كان يُحيط نفسه بأصحاب الرأي والعقل والحكمة.
النصيحة: احرص على أن يكون صديقك من يُشاركك الرؤية نفسها تجاه الحياة، لا من يستهين بأمور تراها أساسية.

تم نسخ الرابط