إيلون ماسك يفقد 113 مليار دولار خلال أربعة أشهر.. طارت في الهواء

تكبّد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك خسارة فادحة في ثروته الشخصية بلغت 113 مليار دولار خلال 130 يوماً فقط، في وقت أثار فيه تورطه في العمل الحكومي الأمريكي موجة من الجدل السياسي والاقتصادي، خاصة مع تراجع أداء شركة "تسلا" وخسارتها جزءاً كبيراً من قيمتها السوقية.

إيلون ماسك يفقد 113 مليار دولار خلال أربعة أشهر

بحسب مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات، انخفضت ثروة إيلون ماسك بنسبة 25% منذ 17 يناير 2025، وهي الفترة التي تزامنت مع مشاركته في إدارة مشروع حكومي تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ويأتي هذا التراجع في ظل انتقادات متصاعدة لدوره في واشنطن وتأثيره على مؤسسات الدولة.

نفوذ سياسي يقابله غضب شعبي

خلال توليه منصباً حكومياً يتعلق بكفاءة الإنفاق العام، حصل ماسك على وصول مباشر لبيانات حكومية حساسة، في حين تلقت شركاته الخاصة، مثل "سبيس إكس"، و"نيورالينك"، و"XAI"، دعماً مالياً كبيراً من جهات فيدرالية، لكن هذا النفوذ السياسي ترافق مع تصاعد الاستياء الشعبي، إذ أظهر استطلاع أجرته "واشنطن بوست" بالتعاون مع "إيه بي سي نيوز" و"إيبسوس"، أن 57% من الأميركيين يعارضون بقاء ماسك في المنصب.

إيلين كامارك، مديرة مركز الحوكمة في معهد بروكينغز، وصفت أداء ماسك في الحكومة بأنه "مئة يوم من التدمير"، محذّرة من تآكل مؤسسات الدولة تحت تأثير مصالحه الشخصية.

"تسلا" تتكبد الخسائر الأكبر

انعكس الوجود السياسي لماسك بشكل سلبي على شركة "تسلا"، التي فقدت ما يقرب من 448 مليار دولار من قيمتها السوقية، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما وفّرته وزارة الكفاءة من خفض للإنفاق الحكومي، بحسب بلومبرج، وتراجعت مبيعات السيارات الكهربائية بشكل حاد، كما انخفض سهم "تسلا" بنسبة 33% منذ بداية العام.

وتعرّضت منشآت الشركة لاحتجاجات وأعمال تخريب، وتركز الغضب الشعبي على شاحنة "سايبرترك" ذات التصميم الفولاذي الفريد، والتي باتت رمزًا لارتباط ماسك بالسلطة.

وخلال مكالمة أرباح الشركة الأخيرة، أقر ماسك بأن انخراطه في الحكومة أثر سلباً على "تسلا"، متعهداً بتقليص وقته المخصص للعمل الحكومي بدءاً من مايو.

سبيس إكس على النقيض

في المقابل، حصدت "سبيس إكس" مكاسب كبرى خلال فترة ماسك في الحكومة، حيث أبرمت وزارة الدفاع الأمريكية صفقة بقيمة 5.9 مليار دولار مع الشركة لإطلاق أقمار صناعية استخباراتية، كما حصلت على دعم ضمن مشروع فيدرالي ضخم بقيمة 42 مليار دولار لنشر الإنترنت عالي السرعة في المناطق الريفية.

وساهمت علاقات ماسك داخل البنتاجون وزياراته المتكررة للمنشآت العسكرية في توسيع نفوذ الشركة، ما أثار انتقادات من ديمقراطيين اتهموه بتضارب المصالح.

 الملياردير الأمريكي إيلون ماسك

انسحاب تدريجي من المشهد السياسي

مع تصاعد الضغوط وتراجع الأداء المالي لشركاته، أعلن ماسك عزمه تقليص مشاركته الحكومية تدريجياً، لكنه أشار إلى أنه سيواصل تقديم المشورة للرئيس ترامب حتى نهاية ولايته.

وقال ماسك: "سأستمر في تقديم الدعم لضمان استمرار جهودنا في مكافحة الفساد والهدر، على الأقل حتى نهاية هذه الإدارة".