بيتشيو يتخلى عن حقه في التصويت رغم تمسكه ببراءته
امتثالًا لوصية فرنسيس.. كاردينال مدان ينسحب من المجمع السري لاختيار بابا جديد

أعلن الكاردينال جيوفاني أنجيلو بيتشيو، اليوم الثلاثاء، انسحابه رسميًا من المشاركة في المجمع السري المرتقب لانتخاب بابا الفاتيكان الجديد، وذلك بعد تلقيه أوامر سابقة من البابا الراحل فرنسيس بالتخلي عن "حقوق وامتيازات" الكرادلة، إثر تورطه في فضيحة مالية.
وفي بيان أصدره، قال بيتشيو: "قررت، كما فعلت دائمًا، الامتثال لإرادة البابا فرنسيس بعدم حضور المجمع، مع بقائي مقتنعًا ببراءتي".
مسيرة بيتشيو: من أبرز رجال الكنيسة إلى الإدانة بالاختلاس
يُعد الكاردينال بيتشيو، المنحدر من سردينيا، من الشخصيات البارزة التي تولت مناصب عليا داخل الفاتيكان، حيث شغل سابقًا منصب "البديل" في أمانة سر الدولة، ما منحه صلاحيات واسعة ومكانة متميزة داخل الدوائر البابوية.
إلا أن مسيرته شهدت انتكاسة كبيرة عام 2023، عندما أدانته محكمة الفاتيكان بتهم الاختلاس والاحتيال، ليصبح أول كاردينال يُدان أمام القضاء الجنائي للفاتيكان. وقد صدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات ونصف، بينما لا يزال استئنافه قيد النظر، مما يتيح له البقاء في شقة داخل الفاتيكان إلى حين البت النهائي في قضيته.
الفاتيكان يحدد موعد بدء المجمع السري
أعلن الفاتيكان، الاثنين، أن اجتماع الكرادلة لانتخاب قائد جديد لكنيسة الكاثوليك سيبدأ في السابع من مايو المقبل، بعد أسبوع على وفاة البابا فرنسيس.
وجاء قرار بيتشيو بالانسحاب من المجمع بعد تصريحات سابقة أدلى بها لصحيفة سردينيا، أكد فيها عدم تلقيه طلبًا خطيًا صريحًا باستبعاده من المجمع، ما أثار حينها جدلًا بشأن مشاركته المحتملة في اختيار البابا الجديد.
الجدل حول معايير المشاركة في المجمع السري
أثار انسحاب الكاردينال بيتشيو من المجمع السري تساؤلات واسعة داخل الأوساط الكنسية بشأن المعايير المعتمدة لمشاركة الكرادلة في انتخاب البابا.
وبحسب مصادر في الفاتيكان، لا توجد نصوص قانونية صريحة تمنع الكرادلة المدانين أو الملاحقين قضائيًا من حضور المجمع، ما يجعل القرارات المتعلقة بمثل هذه الحالات خاضعة لتقدير البابا أو للضغوط المعنوية التي قد تمارسها المؤسسة الكنسية للحفاظ على هيبتها ومصداقيتها أمام الرأي العام.
قلق داخلي بشأن سمعة الكنيسة
تشير تحليلات متخصصة إلى أن قضية بيتشيو تمثل اختبارًا حرجًا للجهود الإصلاحية التي أطلقها البابا فرنسيس خلال ولايته، والهادفة إلى تعزيز الشفافية المالية ومحاربة الفساد داخل الفاتيكان.
ويرى مراقبون أن انسحاب الكاردينال جاء تجنبًا لإثارة المزيد من الانتقادات، خاصةً مع بدء فترة دقيقة تشهد انتخاب زعيم ديني جديد يمثل أكثر من 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم.