هل ينجح ترامب في ضم كندا؟.. خبراء يجيبون لـ"نيوز رووم"

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من الجدل بعد تصريحاته بشأن ضم كندا إلى الولايات المتحدة، ليؤكد خبراء صعوبة تحقيق هذا الأمر الذي يُخالف القانون الدولي.
وكرر ترامب إعلانه برغبته في ضم كندا قبل الانتخابات، وقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن كندا قد تصبح الولاية رقم 51، مضيفًا: "لن تكون هناك حدود مرسومة بشكل مصطنع بين البلدين، تصوروا كم ستكون هذه الأرض رائعة، وصول حر بلا حدود، كل شيء إيجابي بلا أي سلبيات كما يُفترض أن يكون".
تصريحات جدلية من ترامب
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، إن تصريحات ترامب متعددة ومثيرة للجدل رغم قصر الفترة الزمنية التي مضت منذ توليه الرئاسة رسميًا في 20 يناير الماضي، كما أنه في بعض الأحيان يتراجع عن تصريحاته، ولا يُعد تصريحه بخصوص ضم كندا هو التصريح الوحيد الذي أثار الجدل.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن هناك العديد من التصريحات الجدلية التي أطلقها ترامب، ومنها تصريحه بشأن تهجير الفلسطينيين وضم قناة بنما والمرور المجاني في قناة السويس للسفن الأمريكية التجارية والعسكرية، والحصول على نسبة من رسوم الحج وأرصدة البترول من الدول العربية الخليجية والتصريح الخاص بضم كندا إلى الولايات المتحدة لكي تصبح ولاية أمريكية، وذلك بالإضافة إلى أنه أحيانًا ما يخرج بتصريحات موجهة للداخل الأمريكي مثل إمكانية تعديل الدستور الأمريكي للحصول على فترة رئاسة ثالثة وهو أمر غير مسبوق.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "وربما ساعده على ذلك الفوز الكبير الذي حققه وحزبه في الانتخابات الأخيرة، حيث فاز بأغلبية التصويت الشعبي وأغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي وسيطر الحزب الذي ينتمي إليه وهو الحزب الجمهوري على أغلبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ ويعني ذلك السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهذا ما أغراه بالإدلاء بهذه التصريحات".
وعن إمكانية تصاعد الأمور خلال الفترة المقبلة بعد حديث ترامب عن ضم كندا، قال الدكتور إكرام نور الدين: "بالتأكيد موضوع ضم كندا يمكن أن يحدث مشاكل متعددة لأنه يمثل مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي وانتهاك لسيادة دولة هامة مثل كندا، وعلى الأرجح من وجهة نظري أن الأمر سيتوقف على التصريحات ولن يُنفذ على أرض الواقع".
تصريحات ترامب تضرب أسس القانون الدولي
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحث فيه الناخبين الكنديين على انتخاب مرشح يعد بخفض الضرائب وزيادة الإنفاق العسكري، مع تلميحه إلى ضم كندا كولاية أمريكية، يثير قضايا قانونية دولية خطيرة".
ولفت أستاذ القانون الدولي أن تصريحات ترامب تُعد انتهاكًا لمبدأ السيادة، وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لكندا، وهي دولة مستقلة ذات سيادة، مضيفًا: "يُخالف هذا التصريح بشكل صارخ مبدأ سيادة الدول المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يؤكد على المساواة في السيادة بين جميع الدول".
وشدد الدكتور أيمن سلامة على أن أي محاولة لضم كندا قسراً أو بالترغيب تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي العرفي الذي يحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
خرق ميثاق الأمم المتحدة هكذا يرى أستاذ القانون الدولي تصريحات ترامب، حيث أكد أن المادة 2 (4) تنص من ميثاق الأمم المتحدة على أن "يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامه ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة أخرى، أو على أي وجه آخر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة".
كما أشار إلى تصريح ترامب، حتى لو كان مجرد تلميح، يمكن تفسيره على أنه تهديد ضمني يهدف إلى التأثير على نتائج الانتخابات الكندية، وأضاف: "ويعتبر تصريح ترامب غير مسؤول ويفتقر إلى الحكمة السياسية، حيث يمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا، وهما دولتان تربطهما علاقات تاريخية واقتصادية وثيقة، مثل هذا التصريح يمكن أن يشعل المشاعر القومية في كندا ويؤدي إلى ردود فعل سلبية على المستوى الشعبي والرسمي".
وتابع "سلامة": "قد يكون هناك عواقب قانونية محتملة، إذا لجأت كندا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتقديم شكوى ضد الولايات المتحدة، استناداً إلى انتهاك ميثاق الأمم المتحدة".
وفي ختام تصريحاته الخاصة، قال "سلامة": "تصريح ترامب يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعكس استخفافاً بمبادئ السيادة والاستقلال السياسي للدول، هذا التصريح غير المسؤول يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا، ويشكل سابقة خطيرة في العلاقات محيط الدولية".