عاجل

انتصار غير متوقع للحزب الليبرالي

فوز مدوٍّ لمارك كارني.. ماذا حدث في انتخابات كندا وما الذي يعنيه للمستقبل؟

مارك كارني
مارك كارني

حقق الحزب الليبرالي الكندي بقيادة زعيمه الجديد مارك كارني انتصارًا مفاجئًا في الانتخابات العامة، رغم أن استطلاعات الرأي مطلع العام كانت تمنح المحافظين تقدمًا بفارق 25 نقطة. ومع قرب الانتهاء من فرز الأصوات، يبدو أن الليبراليين سيشكلون حكومة أقلية، كما حدث في الانتخابات الماضية، وهو ما يمثل تحولًا دراماتيكيًا في المشهد السياسي الكندي.

لماذا تغيرت النتائج؟

رغم السخط المتزايد تجاه الليبراليين بعد عقد كامل في الحكم، إلا أن ارتباط المحافظين بالسياسات الأمريكية المثيرة للجدل، خاصة بعد تهديدات دونالد ترامب بضم كندا وفرض رسوم جمركية، صعّب مهمة المحافظين بقيادة بيير بوليفر. وقد ساهمت تصريحات ترامب، التي دعا فيها الكنديين إلى انتخاب زعيم يحول كندا إلى "الولاية الأمريكية الحادية والخمسين"، في تعزيز المخاوف ودعم كارني.

نتائج الانتخابات بالتفصيل

مع فرز غالبية الأصوات، حصل الليبراليون على 168 مقعدًا من أصل 343، مقابل 144 مقعدًا للمحافظين، مما يجعل الليبراليين بحاجة إلى دعم من أحزاب أصغر لتأمين الحكم. وعلى الرغم من عدم تحقيق الأغلبية المطلقة، اعتبر الحزب الليبرالي النتيجة "انتصارًا غير متوقع"، بحسب تعبير وزير العدل السابق ديفيد لاميتي.

مراجعة للعلاقات الثنائية

أكد كارني أن علاقة كندا التقليدية مع الولايات المتحدة "انتهت"، مشيرًا إلى ضرورة إعادة صياغة الشراكة الاقتصادية بما يخدم المصالح الكندية أولًا. وأعرب عن نيته التفاوض على اتفاق تجاري جديد مع واشنطن، مع التركيز في الوقت الحالي على خفض الحواجز الداخلية وزيادة الاستثمار في مشروعات البنية التحتية مثل الإسكان.

رسائل استقلالية من كارني

في خطاب الفوز، قال كارني: "نحن من يقرر مصير كندا، ولن ننسى الدروس التي علمتنا إياها خيانة الحليف الأمريكي". ويُرتقب أن يجري كارني محادثة هاتفية مع ترامب خلال الأيام المقبلة، وسط تقييم دقيق لاستمرار حجم الاعتماد الاقتصادي على الولايات المتحدة.

انكسار مشروع اليمين الشعبوي

كان بوليفر يراهن على تبني بعض سياسات ترامب الشعبوية دون أن يغرق في التطرف الكامل. لكن ارتباطه بالخطاب الأمريكي ألحق ضررًا بالغًا بحظوظه الانتخابية، بل وخسر مقعده الشخصي في أونتاريو. وعلى الرغم من تزايد الأصوات التي تطالب بتغيير قيادة الحزب، أعلن بوليفر عزمه على البقاء في منصبه، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة التصويت للمحافظين مقارنة بالسنوات السابقة.

انهيار دعم الأحزاب اليسارية والقومية

مع تحول الانتخابات إلى معركة ثنائية محورية حول إدارة العلاقة مع ترامب، تراجع أداء الأحزاب الصغيرة بشدة. فقد خسر الحزب الديمقراطي الجديد غالبية مقاعده، حيث أعلن زعيمه جاغميت سينغ استقالته بعد الهزيمة، كما تراجع دعم حزب "الكتلة الكيبكية" بشكل لافت.

تركز الأصوات بين الليبراليين والمحافظين

سجلت الانتخابات أعلى نسبة تصويت للحزبين الرئيسيين منذ نحو 70 عامًا، مما يعكس استقطابًا سياسيًا حادًا بين خيارات واضحة: مواجهة مباشرة للتيار الترامبي أو التماهي معه.

رغم أن فوز كارني يشكل دليلاً على قدرة المعتدلين على هزيمة تيار الشعبوية اليمينية، إلا أن الخصوصية الكندية - خاصة عمق العلاقات مع الولايات المتحدة - تحد من إمكانية تعميم الدروس المستخلصة على ديمقراطيات غربية أخرى.

تم نسخ الرابط