حب لا يُقهر.. فادي وأماني يتحدّيان الظروف ويحتفلان بعامهما الأول من الزواج

في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، رسم "فادي" و"أماني" لوحة إنسانية نادرة، عنوانها الحب والتحدي والإصرار، وذلك بعد أن احتفلا مؤخرًا بمرور عام على زواجهما، متحدّين معًا مرضًا نادرًا، وفارق سن، ورفضًا اجتماعيًا، بل وحتى ألم فقد الجنين الأول.
فادي، شاب يعمل معلّمًا للغة العربية، يعاني منذ طفولته من مرض "العظام الزجاجية" النادر، الذي يجعله عرضة للكسور مع أبسط حركة. ورغم ذلك، لم يكتفِ بالتعايش، بل قرر أن يعيش كاملًا، ويمارس مهنته في التعليم بروح عاشقة للغة والحياة.

أما أماني، تلميذته السابقة، فقد بدأت قصة حبها معه حين كانت طالبة في المرحلة الثانوية، حيث لم تكن ترى فيه مجرد معلم أو جار، بل رجلًا مختلفًا، يحمل من النبل ما يكفي ليملأ قلبها بالأمان.
ورغم فارق السن الذي يقارب عشر سنوات، ورغم التحفظات العائلية الأولية، تمسّكت أماني بحلمها، وأقنعت أسرتها أن سعادتها الحقيقية لا تأتي إلا بالارتباط بمن تحب. وفي العام الماضي، تكلّل هذا الحب بعقد القران، وسط فرحة الأهل.

ورغم أن بعض التعليقات على صور زفافهما كانت قاسية أو مشككة، إلا أن الغالبية الكبرى احتفت بهذا النموذج الإنساني الاستثنائي. كثيرون تمنوا لو أن الحب يطرق أبوابهم بنفس القوة والصدق، وآخرون وجدوا في قصة فادي وأماني طاقة تُلهمهم للمضيّ في معاركهم الشخصية، سواء مع المرض أو مع المجتمع.
اليوم، وبعد عام كامل من الزواج، لا يملّ فادي من مشاركة لحظاتهما اليومية على وسائل التواصل، محوّلاً تفاصيل الحياة البسيطة إلى دروس في الرضا والتفاؤل. أما أماني، فتتحدث عن زوجها كما لو كان بطلاً خارقًا، لا يُقهر رغم هشاشته الجسدية.

قصتهما أصبحت حديث أهالي المنطقة، بل وحتى مصدر فخر لعائلتيهما، الذين لم يتخيّلوا أن تكون هذه الزيجة بداية لرحلة بهذا العمق، فبين لحظات الفرح، ودموع الحنين على طفل لم يولد، يقف فادي وأماني كتفًا بكتف، يسيران في طريق رسمته قلوبهما، لا الظروف.
إنها قصة حب لا تعترف بالمستحيل، تتجاوز المقاييس المعتادة، وتُثبت أن المعجزات لا تحدث دائمًا في السماء، بل أحيانًا في بيت صغير بالزقازيق، يسكنه رجل وامرأة، اجتمعا على كلمة واحدة:" مع بعض على طول".