حادثة جديدة ترفع حدة التصعيد بعد مقتل 26 مدنياً في هجوم دموي
تصاعد التوتر في كشمير.. باكستان تسقط طائرة مسيرة هندية والهند ترد بإطلاق النار

أعلنت باكستان، الثلاثاء، أنها أسقطت طائرة استطلاع هندية من دون طيار، على طول خط المراقبة الفاصل في إقليم كشمير، في وقت يتواصل فيه تبادل إطلاق النار بين قوات البلدين لليلة الخامسة على التوالي، وفق ما أفاد الجيش الهندي.
ونقلت الإذاعة الباكستانية الرسمية أن الطائرة الرباعية المراوح انتهكت المجال الجوي الباكستاني في منطقة بيمبر الحدودية، وتمكنت الدفاعات الباكستانية من إسقاطها. ولم تحدد التقارير الباكستانية تاريخ وقوع الحادث، في حين لم تصدر الهند أي تعليق رسمي حتى مساء الثلاثاء.
إطلاق نار متبادل ومخاوف من تصعيد ميداني
في تطور متصل، أفاد الجيش الهندي بأن القوات الباكستانية أطلقت النار من أسلحة خفيفة باتجاه مواقعه قرب خط المراقبة في كشمير، مشيراً إلى أن قواته ردت «بطريقة منضبطة وفعالة»، من دون الإبلاغ عن سقوط ضحايا في صفوفها.
من جانبهم، أفاد شهود عيان على الجانب الباكستاني بأنهم سمعوا أصوات اشتباكات وإطلاق نار كثيف خلال الساعات الماضية، في استمرار للتوتر المتصاعد بين الطرفين منذ أيام.
الهجوم الدامي في باهالجام.. بداية التصعيد الأخير
وتشهد المنطقة حالة من الاحتقان الشديد منذ وقوع هجوم دموي في 22 أبريل الجاري بمنطقة باهالجام في كشمير الهندية، والذي أدى إلى مقتل 26 مدنياً كانوا في إجازة بالمنطقة، في أكبر حصيلة للضحايا المدنيين منذ عقود.
واتهمت نيودلهي إسلام آباد بالضلوع في الهجوم، وهو ما نفته باكستان بشدة، مطالبة بإجراء "تحقيق محايد" للكشف عن ملابساته. ورداً على الحادثة، اتخذ البلدان إجراءات انتقامية متبادلة، من بينها أوامر بإغلاق الحدود وترحيل المواطنين الباكستانيين من الهند، حيث حددت نيودلهي موعداً نهائياً لمغادرتهم.
تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة
وفي خضم التصعيد، دعت الصين، التي تتمتع بنفوذ سياسي في المنطقة، الطرفين إلى "ضبط النفس" وتسوية النزاعات بالحوار للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، محذرة من الانزلاق نحو مواجهة أوسع.
وتواصل الهند وباكستان المطالبة بالسيادة الكاملة على إقليم كشمير منذ استقلالهما عام 1947، وقد أودى النزاع بين المتمردين الانفصاليين والقوات الهندية بحياة آلاف الأشخاص منذ اندلاعه عام 1989.
تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة
يحذر محللون عسكريون من أن استمرار التصعيد على طول خط المراقبة في كشمير، في ظل تبادل الاتهامات والانتهاكات الجوية، قد يقود إلى مواجهة مفتوحة بين الهند وباكستان، وهما قوتان نوويتان سبق أن خاضتا ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب النزاع على كشمير. ويرى المراقبون أن غياب قنوات اتصال فعالة بين الطرفين وتصاعد اللهجة العدائية، قد يفاقمان من خطورة الموقف ما لم يتم احتواؤه سريعاً عبر جهود وساطة إقليمية أو دولية.