بمليارات الدولارات.. علي صالح يعرض رشوة على مبارك لدعم الاحتلال العراقي للكويت

نشرت صحيفة «ميدل إيست مونيتور»، وثائق بريطانية قديمة تم الكشف عنها مؤخراً، تحدث خلالها الرئيس الراحل حسني مبارك لمبعوثين بريطانيين، عن تفاصيل مهمة بشأن مؤامرات دارت خلف الكواليس بعد غزو العراق للكويت عام 1990.
تجنيد صالح وحسين لدعم الاحتلال العراقي للكويت
وفقًا للوثائق التي عُثر عليها حديثًا، فقد جند الرئيس العراقي صدام حسين، الملك حسين، ملك الأردن، والرئيس اليمنى الراحل علي عبد الله صالح، لإقناع مصر بالانضمام إلى قوة عسكرية ثلاثية للتدخل في الخليج قبل عام من غزو العراق للكويت عام 1990.

20 مليار دولار لضم مصر
وكشفت الوثائق، أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عرض صفقة مالية ضخمة علي الرئيس المصري السابق حسنى مبارك.
وهمس صالح في أذن مبارك أن صدام سيلغي ديون مصر للكويت إذا وقفت القاهرة إلى جانب العراق.
فأجاب مبارك: "الجميع كان يعلم أن مصر لن تستطيع سداد هذه الديون للكويت".
وتساءل صالح: "هل يكفي 20 مليار دولار لضم مصر إلى صفنا؟"
فأجاب مبارك ساخرًا: "أعطني المال أولاً وسأخبرك".
والتقي مبارك وزير الخارجية البريطاني دوجلاس هيرد، وناقشا الحلول الممكنة للأزمة، وعندما سُئل عما إذا كان ينبغي إخراج صدام بالقوة من الكويت، قال مبارك إن صدام كان "في مأزق"، مشيرًا إلى أن الجيش العراقي كان ضعيفًا للغاية، واستنفد "جميع احتياطيات العراق" في الحرب مع إيران، وأن الديون العراقية بلغت 60-70 مليار دولار.
وتوقع أن يواجه صدام رد فعل محلي عنيف إذا غادر الأراضي الكويتية، قائلاً: "بعد أن باع إيران، سيقتله شعبه إذا انسحب من الكويت".
وعندما سأله هيرد، رفض مبارك أي فكرة عن انسحاب جزئي، وأصر على أنه "يجب أن يكون كاملاً". وشدد على أهمية الإبقاء على عقوبات صارمة على العراق، وتوقع أن "يهرب" الجيش العراقي بمجرد بدء العمل العسكري لطرده من الكويت.
مبارك ينتقد قيادة صدام السيئة
وانتقد مبارك سلاح الجو العراقي الضخم وغير الفعال، قائلاً إنه "سيئ القيادة". وأضاف أنه لو كان لديه مثل هذا السلاح الجوي، "لكان بإمكانه الفوز" في الحرب ضد إيران "في غضون شهر".
وصف صدام بالـ"مجنون"
تضمنت زيارة هيرد للشرق الأوسط تقييمَ خلفاء صدام المحتملين. وصف مبارك الزعيم العراقي بأنه "مجنون" يزداد جنونًا يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن صدام بدأ يُطلق على نفسه 99 اسمًا، أسماء الله الحسنى. وختم مبارك حديثه قائلًا: "حتى لو استُبدل بمجنون آخر، فسيكون على الأقل مجنونًا جديدًا".
في اجتماع مع رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في مايو 1990 - قبل ثلاثة أشهر من الغزو سألت تاتشر مبارك عما إذا كان صدام يطمح إلى أن يكون زعيمًا للعالم العربي. أجاب مبارك "بحزم": "لن يحصل على ذلك"، وفقًا لمذكرات رسمية.