عاجل

الجيش السوداني يعلن تصديه لهجمات على الفاشر في أم درمان

قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع تواصل هجماتها على المدن السودانية

أفاد شهدي نادر مراسل قناة الحدث، في أم درمان بأن الجيش السوداني يتصدى لهجمات متتالية تشنها قوات الدعم السريع.

وتابع نادر خلال تقريره لقناة الحدث اليوم الثلاثاء: أعلنت الفرقة السادسة والسابعة من الجيش السوداني أنها  تمكنت من التصدي للهجوم الي تم من أربعة محاور، علاوة على مقتل ستمائة عنصر من القوات المهاجمة، ودمرت أكثر من عشرين مركبة قتالية”.

وأضاف: علاوة على مقتل أربعين مدنياً وإصابة العشرات آخرين من بينهم اطفال ونساء، بإصابات متفاوتة نتيجة القصف العشوائي”.

وأشاد خبراء سودانيون بمساندة مصر خلال أزمة السودان، ودورها في إعادة الإعمار خلال الفترة المقبلة، وتمنوا أن تنتهي الحرب في بلادهم بعد دخولها العام الثالث.

الوضع في السودان بعد دخول الحرب العام الثالث

ولفت الخبير السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب، خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية، خلال تصريحاته لـ"نيوز رووم"، إلى أن الموقف لازال متأزمًا في السودان بعد دخول الحرب في عامها الثالث، حيث تُعاني في الخدمات الإنسانية وكذلك في الخدمات الضرورية للبقاء مثل الكهرباء والمياه والأسواق.
 

وكشف "مجذوب" ما تم إنجازه، وقال: "تم تحرير العديد من الولايات بواسطة الجيش السوداني والعاصمة الخرطوم ومجمع الوزارات والقصر الرئاسي، والإذاعة والتلفزيون، وبالتالي خرجت وهربت ميليشيات الدعم السريع من هذه الولايات، وولاية الجزيرة وولاية سنار واتجهت غربًا، وهذا أدى إلى بعض التجاوزات والانتهاكات في مناطق عديدة وغرب أم درمان ومنطقة الصالحة جنوب أم درمان".

وأشار إلى أن هناك ظواهر عديدة ظهرت مثل استخدام المسيرات من قبل ميليشيات الدعم السريع باستهداف المواطنين في الأحياء الغربية والجنوبية من أم درمان والولاية الشمالية ومدينة عطبرة، لاستهداف توليد الكهرباء ومحطات المياه وتجمعات المواطنين، مؤكدًا أن هذا سلاح خطير جدًا ويُستخدم لإثارة المواطنين ضد الدولة، والهدف منه إعطاء انطباع أن الأمن غير مستتب، وكذلك الانتقام من الهزيمة المرة التي تجرعتها ميليشيات الدعم السريع من الجيش السوداني.

وأضاف الخبير السوداني: "المستقبل المنظور قريبًا أن تتجه العمليات إلى دارفور وكورتوفان، الآن هناك قوات تتقدم في هذه المناطق وربما يتم فك الحصار عن الفاشر وتحرير مناطق أخرى، وبالتالي يتوقع أن تستمر الحرب في العام الثالث مع تأمين المناطق التي يدخل فيها الجيش ويتم تقديم خدمات للمواطنين فيها، وأتوقع أن يعمل المطار الرئيسي مطار الخرطوم، بجانب بعض المطارات الولائية التي تعمل الآن بصورة طيبة".

وأوضح أن السودان حاليًا في مرحلة انحسار الأزمة، حيث إن الأزمة تمر بـ5 مراحل بداية الأزمة، تصاعد الأزمة، قمة الأزمة، انحسار الأزمة ونهاية الأزمة، السودان حاليًا في المرحلة الرابعة، متوقعًا أن يكون فيها بعض الارتدادات الأمنية، تتمثل في وجود العصابات المسلحة استمرار النهب من المواطنين، ووجود المتعاونين مشكلة كبيرة جدًا، وعمليات الانتقام التي تتم بين المدنيين، الذين عادوا إلى مناطقهم والمتعاونون، وأخيرًا جمع السلاح.

وتابع اللواء أمين إسماعيل مجذوب: "هناك أيضًا توقعات بأن تستخدم ميليشيات الدعم السريع تفجير السيارات مثلما استخدمت الأقلام والألعاب لتفجير المنازل والأطفال، وهذا كان أمر مؤسف جدًا، الآن في خسائر كبيرة جدًا من الأطفال نتيجه لوجود بعض الاقلام ويتم استخدامه أو الضغط عليها وتنفجر في هؤلاء الأطفال".

وشدد الخبير الاستراتيجي، على أن السودان يبذل مجهودات سياسية في تحالفات مع الدول الغنية المؤثرة من أجل توفير الاحتياجات وإعادة الإعمال، ولمصر دور كبير جدًا لإعادة الإعمار بجانب السعودية، وتركيا ودول أخرى شقيقة للسودان، مضيفًا: "لا أتوقع أن تكون هناك مفاوضات قريبًا لتعنت ميليشيات الدعم السريع، وستحاول أن تجد لها موطئ قدم، وأن تحصل على سقف تفاوضي باحتلال بعض المناطق في غرب السودان حتى تستطيع التفاوض". 

السودان انحدرت إلى هاوية وسط صمت دولي

وفي السياق ذاته، علق العميد الركن الدكتور جمال الشهيد، الخبير العسكري والاستراتيجي بالسودان، على الوضع خلال تصريحاته لـ"نيوز رووم"، قائلًا: "دخلت الحرب السودانية عامها الثالث، ولا تزال نيرانها تشتعل في الجسد الوطني المنهك، آكلةً الأخضر واليابس، ومحوّلةً وطنًا غنيًا بتاريخه وموارده إلى مسرحٍ للخراب والتشريد والمآسي التي تتجدّد كل يوم".

وأضاف: "حينما أشعلت مليشيا الدعم السريع المتمردة الحرب علي الدولة السودانية وشعبها الكريم في أبريل 2023، لم يكن أحد يتخيل أن هذا الصراع سيستمر كل هذا الوقت دون بارقة أمل حقيقية، كان المشهد في البداية أشبه بانفجار مؤقت، سرعان ما يتحول إلى تسوية سياسية،  لكن الواقع كذّب كل  التوقعات، فانحدرت البلاد إلى هاوية عميقة، وسط صمت دولي، وتراخٍ إقليمي، وتواطؤ داخلي في أحيان كثيرة".

وأشار الخبير العسكري، إلى أن وجه السودان تغير الآن بعد مرور عاملين كاملين على الحرب، حيث تفككت المؤسسات، وتشتت الشعب بين لاجئ ونازح، وأصبح الخراب هو العنوان الأبرز لمدنٍ كانت تزخر بالحياة، الاقتصاد انهار، والتعليم غاب، والصحة تنزف، فيما يتواصل النزاع بلا أفق واضح للحسم أو الحل.

ولفت "الشهيد"، إلى أنه وسط هذه الأحداث، برزت ملاحم عظيمة من الفداء والصمود، قادها الجيش السوداني، مدعومًا بعناصر الشرطة، وجهاز الأمن والمخابرات العامة، والمستنفرين من أبناء الوطن الشرفاء، إضافةً إلى المقاومة الشعبية المسلحة، التي شكّلت سندًا حقيقيًا في الدفاع عن الأرض والعرض، مضيفًا: "هؤلاء هم من وقفوا سداً منيعاً أمام التمدد والانهيار، يدفعون الدم والروح في معركة الكرامة الوطنية، مؤمنين بأن السودان لا يُحكم من فوهة بندقية مرتزقة".
 

وأشاد الخبير الاستراتيجي، بالدور الذي لعبه السودانيين في الخارج، وأكد أن ما فعلوه له تأثير لا يُستهان به، بعدما وقفوا دعمًا بالكلمة، والمال، والمبادرات الإنسانية، مشددًا على أنهم كانوا سفراء للوطنية في أقسى ظروف الشتات".

تم نسخ الرابط