بعد حوادث الإعتداء على الأطفال من كبار السن.. ماهو اضطراب البيدوفيليا؟

في الآونة الأخيرة سمعنا عدة حوادث لإعتداءات جنسية علي الأطفال من قبل أشخاص بالغين، آخرها القضية التي عرفت باسم "طفل البحيرة ، والمتهم بها صبري. ك.ج.ا، 79 عاما، مراقب مالي بأحد المدارس الخاصة بمدينة دمنهور، بتهمة هتك عرض طفل، وهنا نجد أنفسنا أمام العديد من التسئولات .

هل هو اضطراب جنسي أم ماذا، وما هو اضطراب البيدوفيليا أو ما يعرف بـ الاعتداء الجنسي علي الأطفال؟ وأعراضه وأسبابه؟ وهل له علاج؟

تعريف الاعتداء الجنسي على الأطفال واضطراب البيدوفيليا

ووفقا لمراجعة علمية مستندة إلى مجلة سايكولوجي توداي، يُعرف الاعتداء الجنسي على الأطفال بأنه اعتداء يُفرض على طفل لم يبلغ سن البلوغ، وغالبًا ما يكون الطفل في عمر الثالثة عشرة أو أقل، وقد أدرجت مجلة "سايكولوجي توداي" هذا السلوك تحت تصنيف اضطراب البيدوفيليا، الذي يتضمن تخيلات أو رغبات جنسية متكررة مع الأطفال، ولا يُعد وجود الرغبات وحده تشخيصًا للاضطراب؛ بل يجب أن يترافق مع تصرف فعلي .

انتشار الاعتداء الجنسي على الأطفال 

تشير التقديرات إلى أن نسبة انتشار اضطراب البيدوفيليا بين الذكور تتراوح بين 1% و5%، بينما تبقى الإصابات بين الإناث نادرة للغاية، ومع ذلك، فإن نسبة تتراوح بين 6% و24% من ضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال أبلغوا عن تعرضهم لاعتداء من قبل أنثى.

أعراض اضطراب البيدوفيليا

بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، يتم تشخيص اضطراب البيدوفيليا عندما تتحقق المعايير التالية:

وجود تخيلات أو رغبات جنسية متكررة تجاه الأطفال.

أن يكون الفرد بعمر 16 عامًا علي الأقل، وأن يفوق عمر الطفل المعتدى عليه بخمس سنوات.

أسباب الاعتداء الجنسي على الأطفال

ما تزال أسباب الاعتداء الجنسي على الأطفال غير مفهومة بالكامل، وتدرس الأبحاث عدة عوامل محتملة، من ضمنها:

• العوامل الوراثية والبيئية.
• التعرض لصدمات الطفولة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي المبكر.
• إصابات الدماغ الرضحية خلال الطفولة.
• الاختلالات الهرمونية والاختلافات في بنية الدماغ، لا سيما في الفصين الجبهي والصدغي.

كل هذه العوامل قد تؤثر في تطور اضطراب البيدوفيليا، غير أن العلاقة السببية المباشرة لا تزال قيد البحث العلمي.

الفروق العصبية ودراسات الدماغ

تشير بعض الدراسات إلى أن المصابين بـاضطراب البيدوفيليا يعانون من اختلافات في أجزاء معينة من الدماغ، مما قد يؤثر على قدرتهم على التحكم في الرغبات الجنسية، هذه الأبحاث ركزت بشكل خاص على الفصين الجبهي والصدغي، وهما منطقتان معروفتان بتأثيرهما في تنظيم السلوكيات والميول الجنسية، ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات الموسعة لتأكيد هذه النتائج.